27 أكتوبر 2025

تسجيل

حين تفلت شياطين الإعلام من أصفادها

08 يونيو 2017

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء دول الخليج العربية منذ بداية الأزمة ساعدتها فئة اعلامية مسيسة من دول شقيقة واحتدم وطيس المواجهات الإعلامية بمختلف منصاتها يتعالى بتغريدات ومنشورات زادت حدتها بعد إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وكان للمغردين والمدونين الأشقاء من دول الخليج ومن الوطن العربي الكبير رأي صلب تجاه ما يحدث، إذ تصدّروا العالم والخليج على موقع تويتر بهاشتاج "قطر ليست وحدها" و"الشعب الخليجي يرفض مقاطعة قطر". من التغريدات العقلانية ما نشره على موقعه الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام "الايسيسكو" وقال فيها "الذي يستغل الأزمة الحالية في الخليج ليفرغ حقده وسوء خلقه على شعب قطر الشقيق كما رأينا في الكتابات والتغريدات المسيئة "خسيس وفاقد للمروءة".بالطبع هذا التعاطف المبرر جاء بعد ان تعرضت قطر لحملة تشويه إعلامي من قِبل كل من قناتي سكاي نيوز صاحبة الدعم الإماراتي وقناة العربية المدعومة من السعودية ونشرهما تصريحات نسبت زورا لسمو أمير دولة قطر حفظه الله في اختراق غير مسبوق للموقع الالكتروني لوكالة الأخبار القطرية قنا واستخدمت القناتان تويتر كسلاح لنشر تلك الأخبار المزعومة التي لم تنشرها أي منصة إعلامية قبلهما بما فيها وكالة الأنباء القطرية نفسها، إلا أن المُغردين والمدونين استغلوا منصة تويتر أيضًا في حملة دعم شعبية إلكترونية لقطر وأميرها لدرء خطر تلك الحملة الإعلامية الشعواء.لم يأت الرد القطري على المستوى الرسمي فقط، وليس على مواقع التواصل الاجتماعي فحسب، بل ردت وسائل الإعلام القطرية من صحف وقنوات تلفزيونية على الهجوم الشرس الذي يقوده حتى الان اعلام دول شقيقة ومرتزقة في سياق حملة تصعيدية لم تخلُ من التخوين والاتهام لقطر خصوصاً شبكة "الجزيرة"، واستطاع اعلامنا الرزين مدعما ببراعة وحجة اعلاميينا المؤهلين أن يدحضوا الباطل ويعروا المؤامرة الدنيئة منذ انطلاق اولى شرارتها الحاقدة، فبينوا للعالم أن الاختراق لم يكن مجرد قرصنة عادية، بل كان فعلاً سياسياً يستهدف استمرار محاولات شيطنة قطر وإظهارها بمظهر الداعم للإرهاب.المؤشرات بتفاقم الأزمة سياسياً وإعلامياً عكسها خطاب الإعلام الإماراتي والسعودي المتمادي في تاجيج الازمة بدءا من التجاهل المتعمّد للنفي الذي قدمته قطر بشأن التصريحات المنسوبة لسمو الامير المفدى، هذا الجدل الذي اثارته حيثيات وتداعيات الأزمة الجديدة بين قطر وشقيقاتها الخليجية وصلت أصداؤه إلى مواقع التواصل، خصوصاً في الدول المعنية مباشرة بالقضية، وسرعان ما تحولت السجالات في فيسبوك وتويتر إلى حرب كلامية، عقب إطلاق هاشتاجات متضامنة مع قطر.إثر قرار كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحة مفتوحة لردود الأفعال من الداخل والخارج، فصدرت عدة هاشتاجات احتلت مراتب متقدمة على وسائل التواصل الاجتماعي وضجت تلك المواقع بسيل من ردود أفعال الناشطين في الدول الخليجية.من ايقظ هذه الفتنة؟ وترك للاعلام الخسيس التفرد على الساحة بتأجيج هذا التصعيد الخطير الذي بدأ يهز الكيان الموحد للدول الخليجية الشقيقة الذي اسسه شيوخنا الاوائل منذ نحو 38 عاما، لقد عكست مواقع التواصل الاجتماعي حالة الانقسام بين دولنا الخليجية، وبدى ذلك متوقعا بعد الحملة الإعلامية الواسعة ضدّ الدوحة.شتم حكيم فرد قائلا "يا هذا لا تغرق في شتمنا ودع للصلح موضعا فانا لا نكافيء من عصى الله فينا باكثر من أن نطيع الله فيه" وسلامتكم.