12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الصيام من أعظم الأعوان على محاربة الهوى وقمع الشهوات وتزكية النفس وإيقافها عند حدود الله، فيحبس المسلم لسانه عن اللغو والسباب والانطلاق في أعراض الناس، والسعي بينهم بالغيبة والنميمة المفسدة. كما يردعه عن الغش والخداع والتطفيف والمكر وارتكاب الفواحش، وأخذ الربا أو الرشاوى، وأكل أموال الناس بالباطل بأي نوع من الاحتيال، ويجعل المسلم يسارع في فعل الخيرات من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على وجهها الصحيح وجهاتها المشروعة، ويجتهد في بذل الصدقات وفعل المشاريع النافعة، ويحرص على تحصيل لقمة العيش من الوجه الحلال، ويحذر من اقتراف الإثم والفواحش، فضلًا عن الاسترسال بها. وإذا نسي أو غلبته نفسه على فعل معصية ذكر الله سريعًا فأناب إليه واستغفر وتاب مما أصاب، لما غرس فيه صوم هذا الشهر المبارك من مراقبة الله وخشيته.الصيام فيه من القيم النبيلة والدروس النافعة المفيدة للفرد والمجتمع، ولو بحثت في جميع أنحاء الأرض لن تجد مدرسة تجمع بين الدنيا والدين، وبين التعليم والتربية، والتثقيف والإرشاد والتوجيه، وإن وجدتها ألفيت مناهجها التربوية قاصرة لا تفي بحاجات الإنسان الفطرية والنفسية والروحية.وإنك لو بحثت في جميع الدساتير الأرضية فستجدها قاصرة أيضا في التربية والتقويم والإصلاح، وهذا يرجع إلى اعتماد أصحابها على عقولهم القاصرة ومنطقهم المحدود.والله سبحانه وتعالى منحنا دستورا سماويا خالدا ومنهاجا ربانيا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فيه كل ما نحتاجه في حياتنا الدنيا، وهو مصباح منير نهتدي به إلى مرضاة الله تعالى وفيه سعادتنا في الدنيا والآخرة.وبما أن هذا القرآن الكريم نزل في شهر رمضان شهر التوبة والغفران، فأردت أن ألقي الضوء على بعض من المعالم التربوية التي تزخر بها مدرسة الصيام. يعتبر الصيام أحد ينابيع السعادة الروحية، وطريق تزكية النفس وتطهيرها والسمو بها إلى مدارج الكمال، وإبعادها عن الركون إلى الدنيا والتمسك بها.فالصوم مدرسة تربوية للأمة لتقرير منهج الله تعالى في الأرض ولتستعلي على ضرورات الجسد كلها، ولتحتمل مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك، والذي تتناثر على جوانبه الرغبات والشهوات.