30 أكتوبر 2025

تسجيل

تم اجراء اللازم

08 يونيو 2014

إنها سُنة الله في خلقه... أحدهم راحل والآخر باقٍ إلى أجلٍ مسمى... قد تطول المدة وقد تقصر... والنهاية هي النهاية.. زوالٌ لا محالة... رحيلٌ بلا عودة... فخامة تعيشها اليوم وغداً تعود كما لو لم تكن... في هذه الحياة كل شيء مؤقت... وكل أمر له نهاية.... أنت بطل الحكاية إما أن تترك بصمة جميلة أو تسمع جملة " الله يحللنا من طاريه "... لا أحد يستسيغ أن يُقال من ورائه وهو يحمل أمتعته "دفعة مردي "... ولكن هناك من يجبرنا على هذا الشيء... وعند خروجه من بوابة الرحلة نقول لقد تم إجراء اللازم!ليس هناك أجمل من التحرر من شخص ظالم وهو يجهل أنه ظالم...يمتطي ضميره الغائب بغرور... فكيف ينام بهوادة؟ قُل لي كيف؟ الحظ أحياناً يلعب دوراً جللا... فيبقى الظالم ثابتاً في مكانه لا يتأثر بانبثاق النصائح التي تتخلل ثغرات حياته... لا أحد يسمع أنين من هو تحت سلطته سوى الله... الواحد الأحد! قد تمر السنوات والظالم كنبات"الشوكران الأبقع " يستخدم سمومه لإضرار مُعارضيه... ولكنه حتماً سيقع على الأرض... والله يملي له... فيأخذه على حين غرة... ولن يُفلته... والله ثم والله لن يُفلته... حينها سنقول: "تم إجراء اللازم".يا صبر أيوب على بلواه...أحدهم يرتدي نظارته ويلتفت حوله... يرى الخطأ بأُم عينيه وبيديه يستطيع وضع النُقاط على الحروف... ويا للأسف ارتضى أن يكون شيطاناً أخرساً! يمتنع عن إدلاء الحق... فحياته مجرورة بالكسرة... منصوبة بفكر متذبذب...يُعاتبه قريبه.. فيرد دامعاً: " مُجبرٌ أخاك لا بطل "... الصبر.. الصبر.. الصبر! يرددها وبين ييديه جمرةً تشتعل! يحتضر... وفي ذات الوقت يخشى أن يُقضى عليه وتُختم على جبهته عبارة: "لقد تم إجراء اللازم ".سين من الناس... حاصل على بكالوريوس في " العيارة " بتقدير امتياز... وها هو يُحضّر لماجستير في " الجمبزة "، يتمايل كما هو الثعبان... ملمسه ذو نعومة فائقة، ولكن لدغته و" القبر "!، يتمسكن... يدّعي البراءة والعنفوان... عندما يرغب بطلب... يضع يده اليُمنى على خصره الأيمن موهماً أحدهم بالألم مُردفاً ما تبقى من " العيارة ": "كنت عند الدكتور... قال لي فيك أملاح "... بعدها يبقى صامتاً منتظراً أن تُسدل مرادفات التدليل ماسحةً على رأسه... فيتلون... ويصبح كالطفل الصغير ولكنه يُخبئ وراءه أقنعة شتى تُحيّرك لاسيما أنها مقاومة بعض الشيء لتأشيرة " تم إجراء اللازم "...امرأة ذات نفوذ اداري بنفس المفهوم السابق... وبذات التركيبة المذكورة أعلاه... نثرت أدوية " ارتفاع ضغط الدم " على طاولتها... حتى يُصبّحها مرتادي مكتبها بتقديم أمنيات الشفاء العاجل... فتُشرّع ظهرها للــ " طبطبة "... في كل لحظة تسقط دمعة تلو الأخرى من عينيها "عيارةً ": " اي والله تعبانة من الضغط "... وهي في المقابل: "فاقعة مرارة اللي حولها"... تخشى ما تخشى أن يركلها أحد من فوق عرشها فيتغنى ويقول: " تم إجراء اللازم "...نهاية القول:عبارة " تم إجراء اللازم " لا بد منها في حياتنا...ولكن العبرة لمن ترك بصمة طيبة..طاهرة...نقية....ورحل بهدوء فتتبعه دعوات عطرة وثناءً حَسن...وذكرى لا تُنسى للأبد...