31 أكتوبر 2025

تسجيل

ثوابت الكيان .. المزيد من التطرف !

08 مايو 2015

بعد تأكيد ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" على رفضه دخول الائتلاف "الانتهازي" كما وصفه بزعامة نتنياهو ( وكأنه عميد للأخلاق الثورية!) ربما يلجأ رئيس الوزراء المكلف إلى تشكيل حكومة ضيقة (يؤيدها 61 صوتا في الكنيست) وربما يقبل الفاشي ليبرمان بالدخول في الائتلاف في آخر لحظة ( نهاية المهلة الثانية الأربعاء 6 مايو الجاري) .. وربما ..وربما!. لحسابات حزبية داخلية بحتة وانطلاقا من سياسة الابتزاز لتحصيل أكبر عدد من المكاسب الوزارية تعثر التشكيل إلى ما قبل الدقائق الأخيرة لانتهاء المهلة الثانية الممنوحة لزعيم حزب الليكود! . بالطبع , تسارعت التحركات السياسية في اليومين الأخيرين لتشكيل الحكومة.كاتب هذه السطور كانت له وجهة نظر معاكسة لكل التحليلات التي توقعت خسارة نتنياهو وحزبه في تحصيل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية الأخيرة في الكيان!. بالفعل , حصل الليكود على 30 مقعدا في الكنيست ,أي استطاع تحقيق المرتبة الأولى بامتياز!.التوقعات المعاكسة (والمخالفة حتى لاستطلاعات الرأي التي تجريها الصحف والمعاهد الإسرائيلية, والتي نسبة الخطأ في توقعاتها غالبا لا تتجاوز 2-3% ) لم تأت بطريقة القراءة في الفنجان أو تفسير كتب قراءة الطالع والأبراج, وإنما انسجاما مع تحولات الشارع الإسرائيلي خلال العقدين الأخيرين وعنوانها : المزيد من الإغراق في التحول نحو المزيد من التطرف في عناصر ومكونات الشارع الصهيوني اعتقادا ومسلكا ! ذلك بحكم العناصر العديدة ذات التربة الخصبة لنمو هذا التطرف!. على صعيد آخر : انشغل البعض من المحللين السياسيين , والحزبيين , والكتّاب , والصحفيين والمختصين العرب, باحتمالات قيام حكومة "ائتلاف وطني" في إسرائيل بين نتنياهو وحزبي العمل و كاديما بزعامة هيرتسوج وتسيبي ليفني ! قلنا باستحالة تشكيل ذلك لاعتبارات كثيرة.. كتبناها في حينها ! نتنياهو سينجح في تشكيل حكومته الرابعة ( الثالثةعلى التوالي), وسينعكس ذلك على الصراع العربي – الصهيوني بالمزيد من التشدد والتطرف,على عكس كل التمنيات التي أبداها الكثيرون بنجاح تحالف ما يسمونه بـ "التيار المعتدل" في الكيان أو "اليسار"!. وفي التعليق نورد بعضا من حقائق الشارع الإسرائيلي وبخاصة في السنوات العشرين الأخيرة :إن التباينات بين كافة الأحزاب تنصبُّ في غالبيتها وتتمحور حول : السياسات المتعلقة بالشأن الداخلي المحض. أما التباينات حول السياسة الخارجية للكيان, وتحديدا حول رؤية الصراع ,والتسوية مع الفلسطينيين والعرب فحقيقتها : أنها هامشية بين مواقف الأحزاب , وغالبا ما تتلاشى أمام اتفاقها على الموقف من الفلسطينيين والعرب ومن التسوية معهم، فالعداء لهم والتنكر لكل حقوقهم الوطنية ,هو القاسم المشترك الأعظم الذي يوّحد غالبية الشارع الصهيوني بغالبية أحزابه . غالبيتهم متفقون على جوهر التسوية وهو"الحكم الذاتي المنزوع من أية سيادة" للفلسطينيين , لكنهم مختلفون في أدوارهم على المسرح: فالبعض يقوم بحركات سياسية ناعمة بهدف إعلامي ليس إلا ! حتى يقال:إن هناك حركة سياسية في المنطقة, ومن أجل أن يجري الحديث عن "الاستعداد الإسرائيلي الكبير للسلام "!.إنها لعبة أدوار في مسرحية هزلية , ليس إلا . كل حكومات الكيان مجبولة على التطرف والشراسة منذ إنشائها وحتى اللحظة. وليس هناك من تمييز حقيقي فارق بين مواقفها ولا وجود مطلقا لمصطلح " اليسار" في الكيان , فكون الأحزاب صهيونية ينفي صفة " اليسار" عنها . الاستثناء الوحيد هو " الحزب الشيوعي" فقط : لأن غالبة أعضائه من الفلسطينيين العرب . من الحقائق أيضا : بأننا نسمي كل حكومة إسرائيلية أثناء عملها بـ "أنها الأكثر تطرفا " من سابقتها, التي تم وصفها في حينه بأنها الأشد تطرفا ! تماما مثلما نقول عن الإدارات الأمريكية: بأن كل إدارة رئيس جديد فيها ,هي الأخلص لإسرائيل !الحقيقة تتمثل فيما يلي: إن كافة الحكومات الإسرائيلية متطرفة . تطرفها ينبع من اعتناقها للأيدولوجيا الصهيونية .على الصعيد السياسي فإن بعض قادة الأحزاب الإسرائيلية يحرص على ارتداء قفازين من حرير يغطي بهما قبضتيه الحديديتين, يقول كلاما ناعما وكأنه (يعشق السلام) لكنه في حقيقة أمره : غاية في التطرف , خذ مثلا : نتنياهو ووزير الخارجية ليبرمان . حكومات الكيان كلها مجبولة على التطرف والشراسة منذ إنشائه وحتى اللحظة. ما يميز الحكومات الأخيرة: أن الأحزاب الأكثر تطرفا وفاشية, والممثلة لعتاة المستوطنين والدمويين الأكثر حقدا على كل من هو فلسطيني وعربي وإنساني ( والذين يعلنون مواقفهم على حقيقتها دون تزييف كباقي الأحزاب!) تحقق المزيد من المقاعد في الكنيست بين كل انتخابات وأخرى! هذه المكاسب أصبحت من الثوابت الصهيونية... ولو قامت انتخابات جديدة بعد شهرين من تشكيل الحكومة نظرا لهشاشتها(مثلما يتوقع كثيرون فقد وضعوا هذا الحل كخيار ثالث أمام نتنياهو.. وهو احتمال بعيد التحقق!) ستحظى هذه الأحزاب بتحقيق المزيد من النجاحات في الانتخابات التشريعية القادمة . ولنتعظ من التحولات الحقيقية الجارية في الكيان , ولنضع احتمالات الخطر الممكنة ليس على الفلسطينيين فحسب وإنما على الأمة العربية بأكملها : وجودا ومصيرا , أمنا وأرضا واستقرارا... ذلك أفضل من الانشغال بأي شكل تحالفي في الحكومة الصهيونية القادمة!.