16 سبتمبر 2025

تسجيل

الطموح والرغبة

08 مايو 2015

يبقى مستوى الرضا الذي يسكن داخل قلوبنا وتتشبع به عقولنا هو المحرك الطبيعي للحياة التي نعيشها لا أملك اليوم أن أغير الكون ولكني في ذات الوقت أملك أن أغير من ثقافتي ومن فكري ومن قناعاتي ومن ذاتي التي تعيش في جنبات النفس أستطيع أن أعيد حساباتي والنظر في رغباتي ولكني في ذات الوقت قد أتوه في ظل طموحات بشرية تريد كل شيء وتسعى لأن تمتلك كل أمر وهذا بلاشك سيكون محور صراع الإرادة والرغبة وهذه هي النفس البشرية لا تتوقف حتى تنتهي في التراب وليس لها سقف أعلى لرغباتها بل هي كل يوم تقول هل من مزيد ففرعون لم يكن عنده قدرة السيطرة على رغباته فقال أنا ربكم الأعلى فأصبح مثالاً أعلى على مر التاريخ للكبرياء والاستعلاء فكانت رغباته مهلِكة له لأنه أمام رغباتهم نسي من يكون فكان ومازال عبرة من عبر الكون. أغلبنا يعيش حياته ينتظر ولكنه لا يقدم ويسعى ولكنه لا يعرف إلى أين .. ويسير على الطريق ولكنه لا يختار المسار الصحيح.لأننا نعيش التيه الداخلي فكل أمر منبعه النفس والذات التي تتحكم بمقاييس حياتنا.الاستقرار الداخلي مهم جداً لأي حياة ولأي شخص أياً كان وهذا الاستقرار لا يتولد إلا عندما يكون الشخص صاحب فكر متعمق في داخله يعرف من هو ومن يكون وماذا يملك وماهي قدراته ومقدراته النفسية والمعرفية وهذا الفكر ليس هبة ولا نجده في الكتب بل هو تطور ذاتي ينبع من الداخل من خلال العمل الذهني في تنمية التفكر الذي ينمو شيئاً فشيئاً فالتفكر حالة نفسية تستخرج من خلالها قوتك الذاتية ولكل منا قوى داخلية لابد أن يتعرف عليها وينميها يوماً بعد يوم ولعل هذا ليس كلاماً فلسفيا يكتب وعلينا أن ننظر من حولنا ولنعرف كيف تخترع الاختراعات وكيف ينجح الناجحون وعليك أن تنظر لنفسك وتعود لتراجع حساباتك وتفهم قوتك الداخلية كيف تتحرك عندما تكون في أمس الحاجه لأمر ما وتعمل بكل جد لتصل لأمر يسد تلك الحاجة فكل قواك الفكرية والذهنية وحواسك تعمل في سبيل الوصول لتلك الحاجة أياً كانت لذا قالوا ( الحاجة أم الاختراع ) وهناك آيتان في القرآن الأولى تقول ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) وفي الثانية ( وفي أنفسكم أفلا تتذكرون ) وآية أخرى يقول الله فيها ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).لذا علينا أن لا نقف وننتظر الفرص ولكن لابد من صناعتها وأن نوجدها وأن نطلق خيال الفكر لكي يفكر كيف يصنع ويوجد هذه الفرصة أو تلك ولعل أول خطوة أن تعرف من أنت وماذا تملك وماذا تريد أن تكون ؛ حينها ستجد الطريق سالكاً.وحذاري من تسليم النفس لرغباتها بل عليكم بكبح جماحها فالرغبة تختلف عن الطموح فكن طموحاً ولا تكن راغباً.