14 سبتمبر 2025
تسجيلحين نتمعن في تاريخنا الإسلامي وما شهده في أزمانه المتعاقبة من فترات غابرة عانى فيها الإسلام والمسلمون من بلاء الفرق الباطنية وما فعلته من أفاعيل شائنة وجرائم في حق أمتنا الإسلامية وإحداث شرخ عظيم في وحدتنا الإسلامية التي تقوم على الوحدة ونبذ الفرقة اقتداءً بما جاء به القرآن الكريم والسنة المحمدية السمحاء. ما حدث من مصائب ابتليت بها الأمة في السابق تتكرر وللأسف في وقتنا الراهن وإن اختلفت مسميات محدثيها والقائمين على رسم أهدافها والمواقع التي انطلقت منها، إلا أن الفكر والمعتقد لم يتغير ونجدها تتجه في نفس الاتجاه للوصول إلى هدفها المنشود!! ولعل أبرز مثال غابر يذكره لنا التاريخ ويروي لنا تفاصيله المريرة تلك التي حدثت أيام وهن الدولة العباسية وتأسيس ما يسمى بدولة القرامطة التي اتخذت من هجر والبحرين والقطيف مرتعاً ومقراً لها وجلّهم ممن يدينون بمعتقدات وضعتها لهم فرقة من الزنادقة الملاحدة أتباع الفلاسفة من الفرس الذين يعتقدون بنبوءة زرادشت ومزدك، ثم أنهم وكما ذكر المحدّثون والرواة بعد ذلك كانوا أتباع كل ناعق إلى باطل وأكثر ما يُفسدون من جهة الرافضة ويُدخلون الباطل من جهتهم لأنهم أقل الناس عقولاً. وعرف الرواة والمحدثون هذه الطائفة الفاسدة بأن لها اعتقادا قبيحا بل كفر صريح حيث كانوا يستبيحون دماء المسلمين ويرون ضلال كافة المسلمين وفق ما شرّعه لهم خبيثهم الأعظم وأنجسهم إبي طاهر القرمطي والذي اشتد الخطب في أيامه حتى وصل الحال بالمسلمين أن انقطع الحج خوفاً من بطشه هو وطائفته الفاجرة، ولعل ما قام به في يوم الثامن من ذي الحجة لسنة 307 هجرية من قتل لما يقارب ثلاثين ألف حاج لهو أكبر دليل على فداحة ما تؤمن به هذه الطائفة ناهيك عن سرقتهم للحجر الأسود ونقله إلى مناطقهم التي استولوا عليها بالقوة وبالقتل واستباحة المحرمات حتى استفحل أمرهم لمدة طويلة عانت فيها الأمة من فساد عقيدتهم وجرائمهم النكراء. ما تمر به أمتنا في الوقت الراهن هو مشابه تماماً لما حدث في العصور الماضية ولكنها لها الأفضلية في مستوى الوهن والضعف حتى أصبحنا نترحم على أيامنا الغابرة في عهد الدولة العباسية!! وما زاد طينة زمننا الراهن بلة هو تعدد الطوائف الفاسدة ووجودها في أكثر من قُطر عربي وإسلامي بنفس الفكر الذي اعتنقته دولة القرامطة، فتحالف النظام السوري النصيري مع المجوس في إيران وحزب اللات في جنوب لبنان والعلويين في بعض الأقاليم السورية هو أشبه بالسيناريو الذي مرت به دولة القرامطة من إفساد في الأرض وقتل وإباحة لدماء المسلمين!! ما حدث من جرائم يندي لها الجبين في بانياس وحمص لم يسلم منها لا صغير ولا كبير ولا حتى البهائم والشجر يُنذر بأن هذه الطوائف الفاجرة تسعى لخلق دولتها بأي صورة كانت وعلى جثث أهل هذه المناطق من أبناء الطائفة السنية الذين يشكلون الأغلبية فيها، وهذا الأمر مُعلن ويصرح به قادة هذه التنظيمات الإرهابية لضمان خلق دولة علوية تمتد من دمشق مروراً بحمص ووصولاً إلى الساحل تتغير من خلاله خريطة المنطقة برمتها بما في ذلك لبنان الذي انسلخ حزب الله منه وأعلن دعمه لخطة إقامة دولتهم المزعومة!! من المحزن سقوط الآلاف من الضحايا الأبرياء على يد عصابات الأسد وحزب الله في البيضا والقصير في حملة تطهير عرقي هي الأشد من نوعها منذ قيام الثورة السورية، وما يُدمي القلب أن هناك أكثر من مائة وثلاثين ألف سوري محاصرين في مدينة حمص من قبل هذه العصابات وهناك نية لتصفيتهم بدم بارد لإتمام خطتهم المزعومة وسط سكوت جبان من قبل الدول العربية والإسلامية ودون أي تدخل من شأنه أن يحقن دماء هؤلاء الأبرياء!! إن استمر العرب على سكوتهم على هذه المهازل التي تحدث في أرض الشام فإن حالهم سيكون مشابهاً لهم وستدور الدائرة عليهم، وستبدأ من داخل أراضيهم ومن أتباع هذه الطوائف بالتحديد ومن يحملون جنسياتهم بدعم من جار الشر، ولعل الأحداث التي شهدتها مملكة البحرين الشقيقة والمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية الشقيقة وما يحدث من انتهاك لحقوق السنة في العراق والأحواز لهي دلائل تشير إلى أننا نعيش وسط طوق يهدد استقرار دولنا وشعوبنا التي تتمسك بالمنهج الإسلامي الوسطي المعتدل وتنبذ كل صور الغلو والفحشاء والمنكر!! فاصلة أخيرة تحجّرت قلوبنا حتى أصبحت أقسى وأصم من الحجر فطُمست منها كل المعاني السامية التي دعا إليها ديننا الحنيف من النُصرة والمؤاخاة وان يكون المسلم للمسلم كالجسد الواحد، كل هذه المعاني تبخرت بمشاهد القتل المروّعة في حق أطفالنا ونسائنا واخواننا في البيضا ببانياس، فكيف تقر لنا أعين ونهنأ في حياتنا ونحن نرى صور الأطفال الأبرياء بالمئات يُقتّلون وبطرق بشعة دون أدنى ذنب سوى أنهم من الطائفة السنية.. تباً لجيوشنا ولرجالاتنا إن لم تحرك ساكناً!! ولا حول ولا قوة إلا بالله