15 سبتمبر 2025
تسجيل"إن الرعاة مؤدون إلى ربهم ما يؤدي الراعي إلى ربه، فأتم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهاره، فإن أسعد الرعاة عند الله يوم القيامة راعٍ سعدت به رعيته، ولا تَزغ فتزيغَ رعيتُك، وإياك والأمرَ بالهوى والأخذ بالغضب" هذا جزء من رسالة الإمام مالك رحمه الله إلى الخليفة هارون الرشيد، وهي من كتاب الإسلام بين العلماء والحكام لعبدالعزيز البدري (ص105،1966). من واجبات الراعي أو المسؤول إسعاد الرعية، وهي تكون بأشياء كثيرة، منها مشاورتهم، والاستجابة لحاجاتهم، ونشر العدالة بينهم، والرحمة بهم، فمنصبه تكليف وليس تشريفاً، وهو خادم لهم، يسهر على راحتهم، ويدير شؤونهم. بهذه الطريقة يسعد الناس وتتقدم المؤسسة. ما لاحظته في جامعة قطر تطور في البنيان، ففيها مكتبة جديدة واسعة مقسمة إلى عدة أقسام: الكتب والحاسب الآلي والاستقبال والطباعة ومكتب خاص للمحاضرين. يجاور مبنى المكتبة مبنى آخر، وهو مبنى كلية الإدارة والاقتصاد، وهو مزود بقاعات للمحاضرات مدرجة، وقاعات للدراسة بها أجهزة عرض ومنصات للمحاضرين خاصة، كما يوجد بهو للاستراحة والحديث، ومطعم لتناول الإفطار والغداء، وقريب منه مكاتب للمدرسين. هذا التطور لم يقابله تطور في بعض نواحي الإدارة بل حدث تراجع، ومن ذلك طريقة اختيار الأساتذة أو المحاضرين في بعض الكليات، وسياسة قبول الطلاب وإدارة شؤونهم. قبل عدة سنوات كان هناك مجلس للقسم يقوم باختيار الأساتذة، ومناقشة مشاكل القسم وإيجاد الحلول المناسبة لها. هذا المجلس لم يعد موجوداً الآن في بعض الكليات، ولذلك يتم اختيار الأساتذه من قبل العميد ورئيس القسم فقط، ولا نشك في قدرتهم على الاختيار، ولكن الاختيار بالتشاور هو أقرب للصواب وأبعد عن التحيز. نتيجة لذلك ما نلاحظه على بعض المحاضرين في بعض الكليات، فأستاذة تلقي المحاضرة بالانجليزية، فتولد الكلمات متعثرة ومترنحة، فتجد صعوبة في دخول الآذان والعقول.. محاضر آخر آسيوي يتحدث الانجليزية الآسيوية فينهمر سيلها على الطلبة فيغرقون ولا من منقذ. محاضر ثالث يتحدث من برج عاجي، ويطلب من الطلبة أن يصعدوا إليه فيستخدم اللغة الانجليزية مع مصطلحات تتعلق بالتخصص، بدل أن ينزل إلى مستواهم ثم يصعد بهم، ومن دون تمهيد للطلبة بدورة لغة انجليزية، خاصة بالمصطلحات الفنية. سياسة قبول الطلاب في الجامعة قبل قرار إلغاء التأسيسي، واعتبار العربية لغة التدريس في الجامعة كانت سياسة غير حكيمة، ولا ندري هل كان قرار الحصول على درجة خمسة ونصف في اختبار الآيلتس كشرط لدخول الجامعة، بغض النظر عن المجموع العالي، هل كان قراراً جماعياً من قبل لجنة بالجامعة أم كان فردياً؟ ومن الذين تمت استشارتهم، إن كانت هناك استشارة؟ اتخاذ ذلك القرار دليل على عدم معرفة مستوى طلبة المدارس في الإنجليزية، أو معرفة ذلك ولكن تم تجاهل ذلك من أجل العالمية، ولو أدى الأمر إلى التضحية بالطلبة، وهذا ما حدث حيث تشتت الطلاب في عدة دول، أو التحقوا بالعمل وبقيت الطالبات في البيوت أو توجهن إلى سوق العمل، وما نشهده الآن عودة للعلم، فقد بلغ عدد الطلبة الجدد المسجلين في أحد الفصول 2000. يحتاج الطلبة إلى ترغيب في العلم والقدوم إلى حرم الجامعة، وخاصة الطلبة الجدد، وما حدث ويحدث عكس ذلك، فقد كانت طالبات التأسيسي يدخلن الجامعة في الساعة السابعة صباحاً، ويخرجن في الساعة الرابعة عصرا!! هل هن طالبات أم موظفات يا إدارة الجامعة؟.. قبل عدة أيام، طلب من طالبات السنة الأولى المتخصصات، أن يقدمن امتحان نصف الفصل في يوم السبت الساعة الثانية ظهراً، وكانت درجة الحرارة 44 درجة مئوية، وكانت الطرق إلى أقرب نقطة لمقر الامتحان مغلقة، ولا يوجد حراس لفتح البوابات، فاضطرت الطالبات للمشي قرابة الكيلومتر في الشمس الحارقة. هل هذا ترغيب أم ترهيب يا إدارة الجامعة؟ من أجل المصلحة العامة نقترح على إدارة الجامعة ما يلي: 1 ـ أن تشكل لجنة لاختيار الأساتذة المناسبين في الأقسام التي لا توجد بها لجان، وتكون هناك آلية واضحة للتقييم. 2 ـ يعاد لمجلس الجامعة دوره في مناقشة القضايا الكبيرة، واتخاذ قرارات تخدم المصلحة العامة. هذا إن كان موجوداً، فإن لم يوجد، فيتم إعادة إنشائه، ويكون له سلطة في مناقشة القرارات واتخاذها أو رفضها. 3 ـ إشراك المجتمع في مناقشة القرارات التي تؤثر على مستقبل الطلبة.. قبل اتخاذها. 4 ـ الاستجابة لحاجات الطلبة المختلفة سواء كانت أكاديمية أو إنسانية أو اجتماعية، ولا يكتفى بتوزيع استبيانات استطلاع الرأي، ثم تحبس في الأدراج، ولا ينتفع بنتائجها.