18 سبتمبر 2025
تسجيل* الناس أمام الفشل أجناس وأشكال، هناك من يحاول الوصول بتخطي عثرات وعقبات كثيرة، ليصل لطرق الباب مرة واثنتين ومرات، إلا أن اليأس سريعا يقدم ليرتديهم ويصبغ أديمهم ويحزن يومهم ويقعد أجسادهم لعدم فتح الباب أمامهم، يضعف ذلك الإنسان وييأس ويسقط كالجسد الخامد الهامد، منتظرا من يقدم لينتشله من هوة الإحباط وحمله إلى أقرب مكان إلى حيث كان، أو لربما انتظر كسلا دون حراك، بزوغ فجر يوم جديد لينير الكون ليعود أدراجه إلى حيث كان. * وهناك من يطرق أبوابا ليدخلها ليصل لما وراء تلك الأبواب، وإن كان باستطاعته الوصول والولوج والدخول من الشباك، ولكنه على يقين بأن ما يكون سريعا وبطرق ملتوية لا يكون له الاستمرار والعمق لمعنى النجاح! هناك من يقف أمام الباب يطرق ويطرق بعزيمة وحماس وإيمان لنجاح يريده، يطرق بأنامله وسواعده المتحفزة للعطاء دون أن يسمع نداء وإجابة! ويستمر وتكون أبوابا مغلقة! وبثقة الواقف يكون على ثقة أن هناك من يقف خلف الباب ليعبر دروبا أخرى بطرق عديدة ليصل لمبتغاه دون لحظات يأس تقعده وتضعف تحفزه. * لا مكان للنجاح ما لم يأخذ الفشل مكانا في قاموس حياة الإنسان، فكلمة الفشل لا بد وأن تجد مكانا في أوراق حياتنا وتجاربنا لتشكل سطورا لسيرة ذاتية تمكنت من بناء ذاتها رغم ما واجهها من صعاب. سيرة ذاتية دونت من تجارب وأحاسيس وخبرات ومعارف وأسماء كانت معها لتصل لبوابة النجاح. جميل الفشل ومفيد متى صادف إنسانا تمكن من تحويل الفشل وفيروسه المتلاحق والمتسرب والمتغلغل إلى خلاياه إلى مضاد يقويه للاستمرار والمضي والوصول. * الفشل متوقع ما لم نبحر في أعماق الذات، قد تحاول الإبحار ولكن تتسرب مياه اليأس الراكدة لأرواحنا لتعجز حركتنا وقد توقفنا طويلا وتقعدنا عن المضي والاستمرار!. قد نفشل في الحصول على مقاعد شاغرة في مسرح الحياة الكبيرة رغم بحثنا! قد نفشل في مسار حياتنا وإيجاد منفذ للمغادرة والعودة! قد نفشل في رسم لوحة السعادة لقلوب غيرنا وأبصارهم المبصرة وأرواحهم القريبة منا ولحقيقتنا رغم محاولاتنا! قد نفشل في التعبير عن وجهة نظرنا رغم وجودها في أعماقنا، قد نعجز عن التعبير عن كم من مشاعر وأحاسيس تسكن أرواحنا وعقولنا!. * أمام كل تلك الضربات المتلاحقة والملتهبة على أنفسنا وما تسببه من مشاعر إحباط وسلبية مميتة إلا أن الإصرار والتحدي لتحريك أجسادنا وأبصارنا وتفكيرنا وإرادتنا للجانب الآخر وللشاطئ الآخر. لذلك الأمل المنتظر على رصيف أيامنا وشواطئ أعمارنا، المتوشح بألوان النجاح المرتقب، يدفعنا لأن نتسلح بالتوكل على الله ثم إرادتنا ومن معنا لنجعل التحدي رفيقنا، والتحدي للبحث عن أصوات تدفعنا وتبث الأمل والمضي، لا أن تصر على قتل أرواحنا! أمام أشكال ووجوه الفشل وناسه، فإن صادفت وجوها عابسة وقلوبا أنانية ولربما حادقة، ترفض أن تمد يدها وتأخذ بيدك، لا تيأس، وثق أن على شواطئ بحر الحياة الكبيرة أناسا مخلصين صادقين وعلى أرصفة دروب الحياة وجوها وقلوبا محبة، كل ما عليك أن تدير إرادتك وتفكيرك وجسدك للجانب الآخر لتراهم ولتكون معهم. * التحدي يقف شامخا أمام الفشل.. ما أن يظهر التحدي ويكون حتى يتوارى الفشل ويغرب وينزوي بعيدا، ويصبح الفشل ورقة فاضية تعبث بها الرياح لتكون بعيدة، ولا مكان لحروفها أمام إصرار وإرادة وعزيمة للوقوف والمضي. والوصول لأهدافنا. التحدي يسلط ضوءا قويا أمامنا لينير دروبنا لأن تصل ويلفت أنظارنا لوجوه محبة وأيد ممتدة ولضوء يكسر أحداق الفشل ليعميه. * آخر جرة قلم: النجاح ضوء مهما عدم، ومهما خفت ومهما حاول آخرون إعدامه ونضب زيت قنديله ووهج نوره، إلا أنه يشتعل ويستمر متوهجا رغم الرياح، ليتلاشى معنى الفشل من أرواحنا وتفكيرنا وقراراتنا، الفشل يخلق جنين النجاح في أرواحنا لينمو يوما بيوم بقوة ليحقق أهدافنا. الإنسان لا يولد ناجحا ولا متفوقا ومتميزا ويحمل شهادات عليا وشهادات تقدير وتميز ليعلقها على جدران حياته، ولا كراسي ومناصب يتباهى بها دون استحقاق للوصول والجلوس ودون مثابرة واجتهاد، النجاح لا يأتي إلا بالمثابرة والإيمان بأن الوصول والاستحقاق متحقق والمحاولات مجدية، من يصبو للنجاح ليحاول مرات ولا يقبل التنازل عن تحقيقه، الطموح والإرادة والوجود على هذه الأرض إنسانا وكائنا سويا يجعل الصعاب متحققة والفشل ذكرى وصفحة مطوية، وطريقا عبرناه بتجارب وخبرات لطريق النجاح والوصول والاستمرار. [email protected] @salwaalmulla