09 أكتوبر 2025
تسجيلفي عام ٢٠٠٣ أسست اليزابيث هولمز ذات الـ ١٩ عاماً شركة اسمها ثيرانوس، تعمل الشركة على اختراع جهاز صغير يقوم بأخذ نقطة دم واحدة وتحليلها، وخلال دقائق تظهر النتائج، ويشخص الجهاز الأمراض ويقترح العلاج. مع مرور السنوات اكتسب المشروع سمعة كبيرة، بصفته جهازاً ثورياً سيغير قطاع الرعاية الصحية للأبد، وقارنه الناس بجهاز الآيفون الذي أحدث ثورة في قطاع الاتصالات. اكتسبت اليزابيث ثقة الجمهور والمستثمرين بأسلوبها المميز في الإقناع والتحفيز والحديث عن المستقبل المبهر والتغيير وقدرة الإنسان على التغلب على العقبات والمصاعب وعدم الالتفات للحاقدين ومحطمي الأحلام. استمر الحال لسنوات، وفي ٢٠١٤ بلغت قيمة الشركة ٩ مليارات دولار، وأصبحت اليزابيث ضمن قائمة الأثرياء، وينظر إليها على أنها أحد العصاميين الذين تركوا الدراسة ليحققوا أحلامهم التي ستغير البشرية. وكانت تتم دعوتها في البرامج التلفزيونية والإذاعية وإلقاء الخطب التحفيزية في المؤتمرات. واستمر الوضع كذلك حتى نُشر مقال يشكك بالاختراع بسبب عدم نشر أي ورقة علمية عنه في أي مجلة علمية رصينة. ثم توالت المقالات وطرح التساؤلات المشككة في المشروع ومصداقيته، ومنها أنه من غير المنطقي أن تتم جميع تلك التحاليل من عينة دم واحدة من الإصبع، فبعض التحاليل تتطلب وضع مواد إضافية في عينة الدم، وبالتالي لا يمكن استخدام نفس العينة في تحاليل أخرى. وبعد التحقيق، ظهر أنه كان مجرد وهم كبير استطاعت اليزابيث إدارته بجدارة لأكثر من ١٠ سنوات. تم إغلاق الشركة نهائياً، وتواجه الآن اليزابيث أحكاماً قضائية في قضايا متعددة تصل عقوبتها للسجن ٢٠ عاماً. بعض الخطابات الساحرة عن المستقبل المشرق تسرق انتباهنا عن الحقائق التي تقوم عليها الفرضيات المطروحة، فالأحلام والأحاديث لن تتحول لواقع سوى بالعمل والإنجاز الحقيقي. Twitter: @khalid606