17 سبتمبر 2025
تسجيل160 برلماناً دولياً في الدوحة في أعمال الجمعية العامة لاتحاد البرلماني الدولي في أكبر استضافة لها في غير مقره الأساسي بجنيف بسويسرا وبمشاركة كبرى البرلمانات الغربية والأوروبية والأجنبية ووسط تغطية إعلامية عالية المستوى في دورتها الأربعين بعد المائة وبحضور دول العالم ما عدا دول الحصار التي مارست كعادتها ( التهويش من بعيد ) على عدم أحقية الدوحة باستضافة اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي فيها وأنها كانت قد تقدمت باعتراض رسمي في دورة الجمعية العامة للاتحاد التي كانت قد عقدت في أكتوبر الماضي / 2018 في جنيف وهذا ما ثبت نفيه من الأمانة العامة للاتحاد التي أنكرت ان دول الحصار تقدمت باعتراض حول استضافة قطر لاجتماعات اتحادها وأن الاستضافة الحالية في قطر تأتي بإجماع كامل من جميع برلمانات العالم المشاركة وأن سوريا فقط من تحفظت آنذاك دون أن تبدي رفضاً واضحاً حول هذه الاستضافة !. في الافتتاحية تحدث سمو الأمير المفدى فأوجز وأبلغ وقال ما أثنت عليه مقاعد الحضور وأظهر سموه قيمة المواطن والمقيم على أرضه وأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار المربح لا سيما وأن الدخلاء على مفهوم الإنسانية باستمرار العبودية في بعض المجتمعات ولّد الإرهاب الذي وصفه سموه بأنه لا يمكن أن ينتمي لدين أو طائفة أو عرق وأن محاربته أمر يقع على العالم الذي يجب أن ينبذ كل صنوف الإرهاب مهما كان شكله ولعل من أجمل ما قاله سمو الأمير ( تميم ) حفظه الله، هو أن تسيد الأقوياء واستخدام سلطاتهم في التعدي على القانون الدولي لا يمكن أن يستمر بأي شكل من الأشكال وأن هذا القانون هو من يجب أن يقول كلمته الأخيرة ضدهم لا سيما وأنه يعتبر ( سلاح الضعفاء أمام فيتو الأقوياء ) وضرب مثالاً لا يمكن أن يجرؤ رئيس عربي على الإتيان به وهو ما حدث في الاعترافين الأمريكيين الرسميين باعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل بالإضافة لتبعية الجولان العربية السورية إلى هذا الكيان الدخيل المحتل والتي اعتمدت فيه واشنطن على قوتها ومكانتها السياسية والاقتصادية لتتجاوز كل أعراف القانون الدولي في هاتين القضيتين العالقتين منذ عقود في ردهات المنظومات الدولية المتعلقة بهما والقاضية في كل منهما بحق الفلسطينيين والسوريين من حقوقهما المشروعة والمغتصبة من إسرائيل وهذا الموقف لم نره صراحة في أي حكومة عربية استطاعت مواجهة أمريكا بهذه الصورة المباشرة كالتي كنا نأملها من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي تبنت منذ الأزل قيادة الأمتين العربية والإسلامية باعتبارها حاضنة لبيت المسلمين ولكن كالعادة تقف الرياض موقف الساكن المستكين المستسلم لكل ردود الفعل التي تتجاوز فيها حقوقنا كعرب ومسلمين من قبل القوى العالمية التي رأت في حكومة السعودية تهاوناً في هذا فتمادت ولكن يأبى الصوت القطري إلا أن يسجل موقفاً شجاعاً لا يلتفت فيه لصغر حجم أرضه الفعلية ولكن لكبر دوره وردود أفعاله ولذا كان تسجيل كلمة سمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله، في هذا المقال الذي لا يمكن أن يزيده مقاماً بالصورة المطلوبة له هو التسجيل الأبرز لنقاط كثيرة تحدث عنها سموه والذي آثر فيها الحديث عن الإنسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وترك لدول الحصار لتتهم قطر من على بعد دون أن تجرؤ على المساس بها فعلياً كما تفعل الآن أبواق وزارات خارجياتهم التي رسمنا الحزن عليها، فبات وزراؤهم ما بين "حيص" هذه الاستضافة وما حققته قطر وبين "بيص" ما يجب أن يواجهوا به شعوبهم التي لم تشهد انتصاراً دبلوماسيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو عسكريا أو تجاريا منذ أن فرضوا حصارهم الجائر على أرض وشعب قطر منذ ما يقارب العامين، وكأن الدوحة كانت تنتظر حصاراً مستفزا مثل هذا لتنتفض وترميه جانباً ويرى العالم مقدرتها الكامنة والظاهرة على الإنجازات بالصورة التي جعلت دول الحصار ( تهوّش من بعيد وتنش من قريب ) !. فاصلة أخيرة: فوق اصعدي يا أجمل بلد. [email protected]