23 سبتمبر 2025

تسجيل

قممنا العربية.. والإحباط المتكرر

08 أبريل 2019

تتوالى النزاعات والصراعات العربية ولا يقف سيلها، ومعها تتوالى المؤتمرات والاجتماعات العادية والطارئة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، لا حلول دائمة ولا مؤقتة، مجرد الخروج بفقاعات فكرية لبيانات قائمة على التنديد والاستنكار، لم تكن حاسمة، ثم تأخذ النزاعات سيرها وتتفاقم مع وجود الأنظمة الحاكمة الديكتاتورية المستبدة الثابتة كمسمار جحا على العرش والمسؤولة عن إشعال فتيل النزاعات وما وصل اليه حال مواطنيها من هلاك ودمار فقد معها حلمه في الاستقرار والامان والبناء، وتشتت فكره بين التناقضات السياسية والمصالح المادية التي تسيرها" بشار " نموذجا …. لذلك فمؤتمر الجامعة العربية الذي عقد في تونس كغيره من المؤتمرات، انتهى بخفي حنين وأجمع الكثير على فشله، فالقضايا العربية الجوهرية القائمة لم تأخذ اهتماما في أجندتها وكأن المؤتمرات تحصيل حاصل لطمأنة شعوب دول النزاع، بكلمات الشجب والتنديد الذي يعيش خيبة أمل لأنه يدرك النتائج قبل انعقاد المؤتمر، لذلك فالسؤال مازال قائما ما الذي قدمته جامعة الدول العربية للمواطن العربي منذ تأسيسها عام 1945 التي من أهدافها "التوسط في حل النزاعات التي تنشأ بين دولها، أو النزاعات التي تنشأ بين دولها وأطراف ثالثة،" وما الذي قدمته للمواطن العربي البائس الذي مازال يعيش هوج المشهد السياسي الذي يدور بين دول أعضائها. أليس ما يدور الآن من نزاعات عربية عربية وعربية إقليمية هي مسؤولية الجامعة في إيجاد الحلول للتخفيف من حدتها ! أليست الجامعة هى المأوى الحاضن للقضايا العربية ! أليس وجودها قاعدة لتجسيد معاني التآزر والأخوة وفض النزاعات بين أعضائها للحفاظ على الهوية العربية، وتحقيق المصير العربي الوحدّوي المشترك، إذن أين قراراتها الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية التي أكد الرئيس التونسي في كلمته " ينبغي أن نؤكد للعالم أهمية القضية الفلسطينية للدول العربية " فكيف ؟ وقد تعقدت حلولها وتوارى الاهتمام بها خلف ستار المصالح في ظهور المتواطئين من بعض الأنظمة العربية مع العدو الصهيوني كدول الحصار الأربع، ثم مبادرة ترامب في ضم أرض الجولان السورية لإسرائيل والاعتراف الرسمي بها الذي سبقها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ألا ندرك تدهور مواقف الجامعة وعجزها في إيجاد حلول إبان حرب الخليج التي مازالت آثارها باقية ويدفع الشعب العراقي الثمن، ثم أين دورها بل وجهدها في فضّ النزاعات المتشابكة بين الفصائل والأحلاف اليمنية، لوقف زحف أخطبوط الفقر والمرض والقتل في مدنها الذي أرهق مواطنيها، كما هي الكارثة الانسانية التي صعقت الشعب السوري ما بين قتلى وجرحى ومشردين جرّاء الحرب الأهلية وأصبحت فريسة للتدخلات العربية والقوى الروسية والايرانية، وأين هي من الاضطرابات الواقعة في الجزائر وليبيا، وغيرها من القضايا العربية العالقة في مشجب المصالح وتحت وطأة الدول المموّلة لها المتحكّمة في قراراتها ورسم خريطتها، لذلك لم نستنكر عدم ادراج حصار دولة قطر في أجندتها في وجود الدول المموّلة "، أليس قطر من دول الأعضاء، أليس ما حدث لقطر يدخل في مصطلح الارهاب بدءاً بترويع المواطنين بالزحف العسكري وانتهاء بقرار قطع صلة الرحم، فأين دور الجامعة؟ …. لذلك حينما استَقرَأت من خلال الكلمة الافتتاحية للرئيس التونسي التأكيد على حل النزاعات وتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية من التوترات التي عصفت بوهجها المقدرات المادية والبشرية كما عصفت بمنظومة الاستقرار والأمن، بإنها مجرد حبر على ورق لا تطبيق ولا تنفيذ، ومجرد مسكنات لتضميد جراحات المواطن العربي، الذي يعيش أزمات اقتصادية وتحديات اجتماعية وثقافية وضعت هويته العربية في دائرة الخطر، وأمنيات متكررة تدور على طاولات القمم والمؤتمرات العربية عهدنا سماعها، والتصويت عليها ثم ماذا ؟ وضع ملفاتها على الأرفف ربما تستقرِئها الأجيال اذا لم يبعثرها الزمن لتدرك كم هي معاناة المواطن العربي الذي دفع ثمن مهاترات سياسية ومصالح سياسية ونفاق سياسي بلا قاعدة أخلاقية تسيرها. وبلا عقول تدرك قوله تعالى: " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ " . ‏‫ Wamda .qatar@gmail .com