27 أكتوبر 2025
تسجيلقالت بعد قراءتها لمقال أمس في هذه الزاوية حول قانون شئون الاسرة وما خلفه من قضايا تدفع بالزوجين الى ارتياد المحاكم، بينما هي قربت على الثلاثين من عمرها ولم تتزوج بعد، قالتها وهي تتحسر على شباب اليوم ونسبة الطلاق قد اصبحت ظاهرة وشرا لا بد منه، وللاسف اكثر ما يحدث بين حديثي الزواج، وللاسف ايضا تجدهم وقد خلفوا ذرية صغارا يحتاجون دفء الابوبين، بينما هي إلى الآن لم تتزوج وهذا ما يجعلها بين نارين. اما ان تنتظر الزواج ويكون حالها كحال الاخريات الطبيعيات وتبعد شبح الفشل من مخيلتها، أو أن تظل في خانة العنوسة، هذا ما قالته محدثتي بقناعة وتلقائية تعكس حقيقة ما يجول بداخلها من تخوف مما تسمعه وتراه.قالتها في حديث معي وقد شل تفكيرها الموضوع المنشور وظل شبح العنوسة هاجسًا يطارد مخيلتها، وان ترضى بقدرها وهي ما زالت في ريعان الشباب وتقتنع بان موضوع الزواج قسمة ونصيب..طمأنتها وانا شاعر باحساسها بأن لقب العنوسة الذي كان مقتصرًا على الفتيات أصبح يَشْمل الرجال ايضا ويدورون في فلكه، وبينت لها بان معظم الدراسات التي أجريت مؤخرا حول هذا الموضوع في وطننا العربي تؤكد أن نسب ومعدلات العنوسة في تزايد وتسارع وبالذات في مجتمعاتنا الخليجية.شبح العنوسة المقلق للفتيات لم يعد مقتصرًا عليهن كَمَا في السابق، تجاوزهن، لتدخل تحت مخالبه فئة الشباب، وأن شبح العنوسة بدأ يطول جنس الرجال كما هُو الحال بالنسبة للفتيات، حيث إن نسب الرجال ممن تجاوزت أعمارهم سن الخامسة والثلاثين ولم يتزوجوا هي الأخرى آخذة في التزايد، أي خطورة الوضع هنا تكمن في أن هذا الموضوع يعد إشكالية اجتماعية خطيرة لها أبعادها الإنسانية المستقبلية على المجتمع ككل وعلى الوضع الأسري والاجتماعي.ان مجتمعنا القطري يعاني من إشكالية العنوسة بين فئة الفتيات والشباب، وقضايا الاسر والطلاق تعج بها المحاكم ومن الضروري التعامل مع هذه الإشكالية بجدية واهتمام، والبحث عن حلول جذرية تشارك فيها جميع العناصر المسئولة عن هذا الموضوع بداية من الأسر وانتهاءً بالجهات الرسمية وغير الرسمية التي يقع على عاتقها مسئولية تنمية الأسرة والمجتمع.تحدياتنا اجتماعية صعبة عنوسة + طلاق + خلل سكاني/ ماذا ينتج عنها في النهاية، نسأل الله تعالى أن يحفظ مجتمعاتنا وأن يوفق الجميع لإيجاد حلول جذرية تعمل على إرساء أرضية اجتماعية صلبة قوية تقف في وجه مختلف الأعاصير والتحديات السياسية والاقتصادية والثقافية. للحفاظ على كينونة الأسرة والمجتمع، لا بد من التكاتف للحد من نسب الطلاق المرتفعة المتزايدة يومًا بعد يوم في ظل إشكالية الخلل السكاني الذي نعاني منه هُوَ الآخر، ويعد في قائمة الأولويات والتحديات التي نواجهها. وسلامتكم