11 سبتمبر 2025

تسجيل

التعليم بين الواقع والتحديات والطموح

08 أبريل 2014

لقد كان اللقاء الحواري الذي أقيم بتاريخ 31 مارس من مساء يوم الاثنين الماضي في قاعة الوسيل بفندق الريتزكارلتون وبتوجيهات وحضور رئيس مجلس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للتعليم وبحضور نخبة كبيرة من السادة التربويين وأصحاب التراخيص لمناقشة كافة التحديات التي تتعلق بالمنظومة التربوية في ظل الانفتاح الاقتصادي والثقافي الذي تعيشه دولتنا الحبيبة قطر فهي خطوة إيجابية أثلجت صدورنا كمواطنين بكافة شرائحه العلمية والعملية بالمجتمع، لذلك لأن أي تحديات أو معوقات تعيق مسيرة التعليم فهي ربما آثارها سواء كانت إيجابية أو سلبية سوف تؤثر على الجميع، وفي الوقت نفسه لن تستطيع أي دولة أو مجتمع يطمح إلى الوصول إلى أعلى درجة من النهضة التنموية والاقتصادية إلا من خلال التعليم وإعداد كوادر بشرية على قدر عال من العلم والتدريب والتطوير والاطلاع في ظل الانفتاح وتعليم تكنولوجي يفتح أبوابه على مصراعيها ولابد وأن يسخر في نفس التيار الذي تسير به منظومة التعليم وبتوجيهات تربوية وثقافية تتناسب مع مستوى نضج الأجيال الحالية مع دائرة العادات والتقاليد والذي تحكمه ثقافة مجتمعية ومن جانب آخر العديد من التحديات التي تواجه الأسرة والمعلمين والمناهج الدراسية، فأصبحت المنظومة التربوية تواجه عديدا من التحديات في آن واحد وفي الوقت نفسه يتطلب منها سرعة مواكبة النهضة الاقتصادية التي تعيشها الدولة وتقديم كوادر بشرية على درجة عالية الكفاءات العلمية والمدربة لدفع عجله التنمية الاقتصادية بكل مشتقاتها ولكن ما نعانيه في الوقت الحالي ونشعر به فهو فجوة كبيرة نتمنى من خلال هذا اللقاء أن نتخلص منه وهو أصبحت هناك فجوة كبيرة ما بين استراتيجية التعليم والقائمين على تفعيلها بالصورة التي تأمل إليها الدولة وتصرف إليها ميزانية كبيرة وفجوة أخرى ما بين الرئيس والمرؤوس في تفعيل هذه الاستراتيجية ومن جانب آخر فجوة بين المعلمين والمرؤوسين وأخرى ما بين المناهج الدراسية نفسها والبعض منها يعتمد على الكم أكثر من الكيف ومن زاوية أخرى فجوة أكبر بين الكوادر القطرية التربوية ما بين مؤيد ومعارض في العديد من التوجيهات التربوية التي تتعلق بمسيرة التعليم وأصبحت الأسرة والمعلم والطلاب كل منهم في واد وأصبح التعليم لدى الكثير من أجل الحصول على الشهادة من أجل العمل وليس من أجل التعليم والاستفادة وأن التعليم ذا قيمة في عقله وفكره وغرس كافة القيم التربوية والثقافية من خلال المناهج التربوية والسادة المعلمين، وأصبح الطالب يذهب من أجل الذهاب فقط وليس من أجل المعلومة التي سوف يتلقاها رغبة وشوقا بداخله من معلميه ونحتاج من خلال هذا الحوار والتواصل الإيجابي وبالتعاون مع كافة وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية وبتكثيف التوعية الأسرية والمجتمعية بإعادة النظرة الصحيحة لهيبة المعلم في نظر الأسرة والطالب والمجتمع وأن يكون هناك دوافع عملية مشتركة في الإصلاح التربوي والأسري ما بين الأسرة والطلاب والمعلمين وما يحدث الآن من ضياع هيبة المعلم ربما أثرت في نفوس الكثير منا، لأن الرفعة العلمية والأخلاقية والاجتماعية التي يحملها المعلم ربما كانت سببا أساسيا لنجاح الكثير منا في الوقت الحالي ونأمل من خلال اللقاء التواصلي أن تتقلص قضية الدروس الخصوصية والتي أهدرت العملية التربوية والثقافية والأسعار الخيالية التي يتناولها السادة المعلمون من كافة الجنسيات وأصبحت تجارة ربحية للكثير منهم من خلال إعطائهم الدروس الخصوصية بالساعة ومن الضحية الأسرة والطلاب وأصبح الطلاب لا يعتمدون حتى في عملية الفهم والاستيعاب من المدرسة والمعلم ولكن أصبحت الدروس الخصوصية هي المفر له ولأسرته وفي ظل الثقافة التربوية محدودة إذا كانت المواد التربوية باللغة الانجليزية وتضطر الأسرة للجوء للدروس الخصوصية وبعد الاستعانة بها تجد أن حصيلة الدروس التربوية لم تحقق ما تأمل إليه من حصيلة علمية للطالب في وقت أصبحت دروس التقوية التي تقيمها المدارس لم تشبع حاجة الكثير من الطلاب العلمية ومن جانب آخر لسنا ضد الانفتاح ولا اتساع الآفاق الثقافية والتكنولوجية ولكن نحتاج تعزيزا بصورة أكبر لدى الطلاب والأسرة من أهمية اللغة العربية في نفوسهم مع ثقافة الأسرة في الوقت الحالي أن أقوم بدخول أبنائي مدارس أجنبية لأن المستقبل للغة الإنجليزية أو لغات أخرى كالفرنسية وغيرها وأصبح التعليم في أذهان الكثير من أجل العمل والمستقبل فلابد من إتقانها، ومن جانب آخر نتمنى رؤية المعلم القطري بالصورة التي نشأنا عليها في كافة الصفوف كما عهدناها في السابق، ممزوجا بثقافة تربوية حديثة تتماشى مع الرؤية الحالية وأن تتغير نظرته للعملية التربوية بأنها مهنة مهلكة للوقت والذهن في ظل الضغوطات والالتزامات الأسرية الموكلة إليه وهناك العديد من التحديات التربوية الأخرى والتي نعاني منها ولكن كلنا ثقة في هذه اللقاءات الإيجابية أن تتلاشى كافة المعوقات التربوية ونحن قادرون على ذلك.