31 أكتوبر 2025
تسجيلالفرحة لم تسعني وأنا أدخل أحد المجمعات التجارية، وأرى تلك الوجوه الشقيقة المنتشرة شباباً ورجالاً ونساءً وأطفالاً، نعم إنها الوجوه التي وجدت في قطر بلادنا وجهتها للتمتع والاستجمام والترفيه فحزمت حقائبها وتوجهت إلى الحدود القطرية التي استقبلت الحشود الشقيقة التي ترحب بها قطر وتفتح لها صدرها وقلبها وبالطبع فإن هؤلاء الأشقاء وغيرهم ممن اختاروا قطر وجهة للسياحة لهم، لا شك أنهم توقعوا أن يجدوا في قطر كل ما سمعوا عنها من أماكن للترفيه والاستمتاع وقضاء وقت سعيد وممتع وخاصة ممن لديهم أطفال يريدون الترفيه عنهم من عناء الدراسة وإتاحة المجال لهم باللعب واستخراج ما لديهم من طاقة ومن ثم تجديد نشاطهم. والحمد لله أن أصبح لدينا في قطر العديد من الأماكن التي يمكن أن يجد فيها السائح فرصة للتمتع والراحة والاستجمام، خاصة بعد زيادة عدد الفنادق والشقق الفندقية التي أحيانا قد تكون غير شاغرة من كثرة المترددين عليها، وإنشاء أماكن الترفيه، وما شهرة سوق واقف التي وصلت الكثير من الآفاق إلا جزء بسيط من الاهتمام الذي توليه الدولة للسياحة وتنشيطها في الكثير من المجالات، ومع ذلك فإن هناك أيضاً العديد من الاحتياجات التي لا بد منها لأن تكون هناك سياحة نشطة تقوم على استراتيجيات متطورة لزيادة المنشآت السياحية، واستثمار البيئة القطرية في ذلك من خلال إقامة المنتجعات على الشواطئ الجميلة، وتكثيف إقامة المرافق السياحية في أغلب المدن القطرية بحيث يمكن للسائح أن يتنقل في أرجاء قطر ولا يقتصر وجوده في الدوحة، فالمدن الأخرى تتمتع بمقومات سياحية قد تضاهي مدينة الدوحة التي تعاني من الازدحام الكبير في ظل توافد الأشقاء والسياح، كما أنه لا بد من وجود أماكن ترفيه للأطفال ومدينة ألعاب يمكن أن تلبي الاحتياجات الخاصة لمثل هؤلاء الأطفال، بدل تلك التركيبات المؤقتة للألعاب المنتشرة في المجمعات التي تنهب جيوب الأمهات والآباء الذين يضطرون أحياناً إلى الاقتصار على مرة واحدة في الشهر لاصطحاب أطفالهم لمثل تلك المجمعات حتى يتمتع هؤلاء الصغار بهذه التركيبات التي قد تكون أقل من الجودة المطلوبة وقد تتسبب في أذى للأطفال – لا سمح الله – كما حدث من قبل في أحد الأماكن الترفيهية. إن بلادنا قطر تسير في تطور كبير يشهد به الكثير من الخبراء والمختصين، وهي تستعد لتحقيق الرؤية الوطنية الشاملة في مختلف المجالات، وهنا نحن نشاهد العديد من الإنجازات كبداية لتحقيق تلك الرؤية من إنشاء الحدائق وأماكن الترفيه، والرعاية الصحية للقوة البشرية وتحقيق الرفاهية الاجتماعية لها، ومنها الناحية السياحية التي هي مسؤولية الهيئة العامة للسياحة والمعارض التي للأسف نجد أن دورها غير واضح في الكثير من النواحي السياحية والترفيهية بل الغالبية من المناشط التي يتمتع بها السياح قد تقوم بها جهات أخرى في البلاد، كل حسب اختصاصه، ولا يوجد هناك للأسف التنسيق المتكامل بينها وبين تلك الجهات في كثير من الأوقات. إن الأمر يحتاج لمزيد من العمل من قبل الهيئة وتوفير كل الوسائل التي تحسن مستوى السياحة وتطور استراتيجياتها وتعمل على رفع مستوى الترفيه وأماكن السياحة، وزيادة الفعاليات لزيارة الأماكن التراثية والتاريخية التي تزخر بها بلادنا، ونأمل أن نرى ما يتمناه كل مواطن ومقيم وسائح قريباً.