16 سبتمبر 2025

تسجيل

لهيـــومـن رايتـس ووتـش.. انظـري!

08 مارس 2022

تركوا ما يجري في سوريا من سنوات، وما يتعرض له المدنيون من قتل وبراميل متفجرة وأسلحة كيماوية وتشريد وتهجير وفقر ومرض وحرب أهلية لا تغرب لها شمس، وانشغلوا بعمال كأس العالم في قطر!. تركوا اليمن وما بها من حصار وتهجير وفقر وأمراض وغلاء معيشة وشح الحاجيات اليومية الضرورية للحياة ومطارات مغلقة وانعزال عن الدنيا وما يعانيه شعب اليمن البريء وانشغلوا بعمال كأس العالم في قطر!. تركوا ليبيا وأرض ليبيا المحترقة وصوت دباباتها وطلقات مدافعها التي تسقط في كل مرة ضحايا مدنيين وانشغلوا بكأس العالم في قطر!. تركوا الوضع المعيشي الصعب في لبنان وانهيار عملته الوطنية وفقدان حليب الأطفال والغذاء والدواء وانشغلوا بعمال كأس العالم في قطر!. تركوا فلسطين التي تقدم منذ 70 عاما الضحايا الأبرياء بين أطفال وشباب وفتيات ورجال وشيوخ وعجائز ونهب الأرض والعرض وحصار غزة منذ عام 2017 وقلة دخول المواد الضرورية للحياة وانشغلوا بكأس العالم في قطر!. تركوا أوضاعا صعبة في العراق ومصر وغيرهما من الدول التي يتعرض فيها الأطفال لحمل أعباء الحياة من الصغر ودخولهم عالم الأعمال الصعبة التي لا تتناسب مع أعمارهم الصغيرة والتي مكانها المدارس وانشغلوا بعمال كأس العالم في قطر!. تركوا ثورات الربيع العربي وما أسفرت عنه من أحداث لم تخل من سقوط الأبرياء وانشغلوا بكأس العالم في قطر!. اليوم والدنيا هائجة ومائجة على الحرب الروسية الأوكرانية وما تفعله روسيا في أوكرانيا، وما يتعرض له المدنيون هناك من لجوء وتشريد وقتل وتنكيل وملاحقات واحتلال روسي لأراضي ومدن أوكرانيا وما هي عليه أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من غضب مستعر على الدب الروسي من جرأته في اقتحام قواته على دولة كانت على وشك الانضمام لحلف الناتو القوي، فقد تركت منظمة (هيومن رايتس ووتش) كل هذا وانشغلت بتقريرها الزائف حول أوضاع العمال في قطر، لا سيما ملفهم الذي لا يكاد تبرد أوراقه وتقاريره من ذكر قطر والعمال الذين يعملون في قطر، وكأننا الدولة الوحيدة التي هي قبلة العمل للعالم! أو كأننا البلد الوحيد الذي يعمل به العمال الأجانب وتحدث لهم مشكلات في أعمالهم أسوة بكل دول العالم التي يتعرض العاملون فيها لظروف وعراقيل يسهل حلها عادة، ولكن هذه المنظمة التي دأبت منذ بدء عمليات إعمار استاداتنا العالمية الخاصة بكأس العالم المزمعة إقامته بعد شهور قليلة من العام الجاري في بلادنا في ملاحقتنا بتقارير كيدية عن أوضاع العمال الذي يقومون بالبناء والإنشاء لمجرد إذاعة صيت فارغ لملف الاستضافة القطرية للمونديال، وهو أمر بتنا نعتاده منها لا سيما وأنه في كل مرة يكون الرد داحضا لكل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة وهذه المرة فإن الرد كان من الفيفا الذين يأتي ممثلوها باستمرار وبات منهم من هو مقيم في قطر بصورة دائمة، نظرا لقرب انطلاق المونديال في أواخر شهر نوفمبر القادم، وسيكون النهائي المثير منه في اليوم الوطني القطري الثامن عشر من ديسمبر المقبل بمشيئة الله، وهم مطلعون بصورة شبه يومية على ما يجري في الدوحة لا سيما في أعمال تجهيزات الاستادات المونديالية ويرون بأنفسهم سرعة الإنجازات في هذا المجال، فكيف بربكم يمكن لآلاف من العمال أن ينجزوا كل هذه المباني العالمية والمرافق الحيوية الحديثة في هذا الوقت القياسي إن لم تكن ظروفهم بالشكل الذي يليق بهم كبشر تجمعنا بهم إنسانية واحدة؟! ونعلم بأنه كان هناك بعض القصور الذي يطرأ في أماكن العيش والإقامة وقد تحسن كل ذلك بفضل الإدراك الإنساني الذي تحظى به قيادتنا في تهيئة ظروف العيش الكريم لكل من ترك وطنه وأهله وتحمل الغربة للقمة عيش هانئة، ولذا فنحن نقول لهذه المنظمة أن تنشغل اليوم بما يمكن أن يثير شفقتها حقا، وهو حال المهجرين الأوكرانيين من تنكيل روسي يستحق فعلا تقريرا ناريا منها ولتترك قطر الآمنة والمأمونة بحمد الله تمضي بهدوء!. [email protected]