12 سبتمبر 2025

تسجيل

تحية إلى 7 نساء

08 مارس 2022

لا تُقنعني فكرة المساواة الجندرية بين الرجل والمرأة، لأنني أؤمن أن قضية الإنسان واحدة. فالمظلوم قد يكون رجلًا أو امرأة، واللص، والقاتل، والنصّاب قد يكون رجلًا أو مرأة. فإذا لم تكن لديكِ قضية اجتماعية أو فكرية في عصرنا الحالي، اختاري قضية مناصرة المرأة وتمكينها، لتُفتح لك الأبواب، لأنك قادرة على توزيع تُهم "ضدّ المرأة" على كلّ من يخالف الرأي، وكلّ من وما لا "يمشي على مزاجك". آلاف الدراسات البحثية والمقالات والكُتب غاصت في عالم المرأة وانتصرت لها ونصرتها في القرون التي خلت، وشكرًا لكلّ من شارك ودعم ونصر، ونقلنا من المطبخ وغرف النوم إلى الأروقة السياسية والاجتماعية والندوات الفكرية.. وماذا بعد؟ في اليوم العالمي للمرأة لهذا العام، يحتفل العالم بالقوارير بعنوان:" اليوم الدولي للمرأة 2022: المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام"، وفيه يدعو الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته السنوية إلى تعيين:"المزيد من وزيرات البيئة"، لأن "النساء أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ من الرجال، فهن يشكلن غالبية فقراء العالم وهن أكثر اعتمادًا على الموارد الطبيعية التي يهددها تغير المناخ بشكل خاص".. فلسفة تُفرق بين الجنسين حتى في الأوكسجين والهواء الذي نتنفسه. لقد أضحت مسألة المساواة الجندرية في التعليم كاللبانة التي لا نكهة لها.. صحيح هناك عدم مساواة في التعليم بالمجتمعات المحرومة ولا بدّ من معالجتها، وهناك أيضًا أطفال ذكور يسرحون في الشوارع دون تعليم. المساواة الجندرية في التعليم، والزواج، والعمل، والرواتب، والصحة، والتكنولوجيا.. هي مسألة طبيعية وعفوية، فكفّوا عن صنع الفروقات وتضخيمها. أرى المرأة كما الرجل في كلّ المناصب والمنصات والمجالات..وإن رأيتُ رجلًا يقول في بيته "أنا الرجل" أرى أيضًا المرأة تقول في بيتها " هذه مملكتي وأنا الأمّ والزوجة". نحن أكثر عِزّة من أن تختصرونا في يوم عالمي واحد وفي قضية واحدة. كفّوا عن المتاجرة بجندرنا، والاستثمار به، والتربّح منه في غايات سياسية واجتماعية واقتصادية. في هذا اليوم الذي تنتظره الكثيرات ليذكرهنّ أنهنّ نساء وأن لهنّ قضية يتبجنن بها في وسائل الإعلام، وعبر المنصات، أُرسل تحية إلى 7 نساء. تحية إلى المرأة التي تستيقظُ صباحًا واثقة من نفسها ومن جندرها ولا ترمق الرجل بعين العدوّ. تحية إلى المرأة المُتصالحة مع نفسها التي لا تأخذ غيرها من النساء بذنب عقدها النفسية مع الرجل. تحية إلى المرأة التي تناصر قضايا الإنسان وتدافع عن حقها كإنسان دون أن تتذرع بأنها امرأة. تحية إلى المرأة التي تتخذ من حملها ومخاضها ووضعها قضية ذاتية حميمية ولا تستغلها في مذّلة رجل. تحية إلى كل امرأة تحمل الحبّ وتنثره دون أن تنتظر بُرهانًا من رجل. تحية إلى المرأة التي تحفظ أنوثتها ويشعّ فكرها وابتسامتها دون أن تحقد على من يتألق ويبتسم. تحيّة إلى كلّ امرأة جميلة الروح، متفهمة، صبورة، بارعة في عملها، رائدةٌ في أفكارها. وأخيرًا.. تحية إلى الرجل الذي يُقدّر ويحتوي ويضمّ ويبتسم ويُصلح عندما "تزعل" المرأة.