10 سبتمبر 2025
تسجيلاللبنانيون ينتظرون تشكيل الحكومة العتيدة على أساس أنها الحلّ لأزماتهم، كمن ينتظر الذكر أن يحمل، وبما أن حمل الذكر حدث في ظاهرة نادرة نتيجة التدخل الجراحي والشذوذ - والعياذ بالله - وجب عليّ تقريب الصورة أكثر، والقول إننا كمن ينتظر ذكراً طاعناً في السن أن يحمل ويلد طفلاً جميلاً سليماً ومعافى، على أمل أن "تُغنّجه" الدول الشقيقة وتُغدق عليه الهدايا والعطايا. لم تُدرك الغالبية من أتباع الأحزاب اللبنانية أن هذه المنظومة أصبحت كالمسخ السياسي الذي يُفضّل الجميع الابتعاد عنه، عدا من يُطعمه، ويُغذّيه، حتى تأذن التسويات الإقليمية بغير ذلك، وحتى ذلك الحين لا حول ولا قوّة للأقليات غير المنتمية للأحزاب، وعليه التغيير من الداخل مستبعد في ظلّ الممارسات القمعية، أمّا صمت المقيمين خارج لبنان والمغتربين فهو مدّوٍ بالخوف والقلق، لأن أوضاعهم في الاغتراب لا تحتمل المجازفة، بالتزامن مع السكون الذي تشهده المواقف الدولية حيال ما يحدث في لبنان، والمغترب الذي يتجرأ على التظاهر أو الكلام، سيكون أَضحية على وليمة التسويات، أو فاكهة محلّاة في طبق إقليمي - دولي على مأدبة المسؤولين. ومن أشهى الأطباق إلى 900 مليون طنّ من النفايات تُرمى سنوياً حول العالم، 60% منها مصدرها البيوت، هذا ما جاء في مؤشر الأغذية المهدرة لبرنامج الأمم المتحدة، الحقائق ليست بجديدة، ولكنّ وجود 270 مليون شخص حول العالم يواجهون انعدام الأمن الغذائي يجعلنا نتساءل عن هذا التناقض بين من يهدر ومن يجوع، يبدو أننا وإن وصلنا للمريخ، إلّا أن هناك الكثير مما نغفل عنه، وعنهم، في هذه الأرض. ومنهم 60% من النساء في العالم اللواتي يعملن في الاقتصاد غير الرسمي أي في مجالات غير مرخصة، وقد اختارت الأمم المتحدة موضوع "المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم كوفيد – 19"، لتحتفل باليوم الدولي للمرأة لهذا العام.. وكأن المساواة بين النساء تحققت، أو المساواة بين الرجال بلغت ذروتها، حتى ندخل في مرحلة المساواة، يا نساء العالم.. الإنسان حقوقه واحدة ذكراً كان أم أنثى، فلا تتذرعن بالأنوثة لتفترين على حقّ رجل، ولا تتذرعن بالرجولة لتعتدين على حقّ امرأة. امرأة ما زالت تحمل لواء "الثقافة الترمبية" وهي "كايلي ماكناني" المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض التي أعلنت مؤخراً أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب "بخير بدون وسائل التواصل الاجتماعي"، منتقدة تعليق حساباته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلةً: "يا لها من مهزلة.. الثقافة الملغاة".. ليتنا يا "ماكناكي" نمتلك سلطة "الإلغاء" كما يمتلكها العصفور الأزرق لكّنا ألغينا حسابات الناطقين باسمنا دون أن ننتخبهم. من زُرقة العصفور إلى زُرقة البحر في المملكة المتحدة، حيث يحاول العلماء حلّ لغز "وحش البحر الغامض" الذي جرفته المياه جثةّ هامدة على الشاطئ، إذ لم يتمكنوا من تحديد ماهية هذا المخلوق ونوعه، فطوله يتجاوز الـ7 أمتار ووزنه 4 أطنان ولا وجه له.. فيروس صغير جداً عرفنا شكله الدائري عبر مجهر، ووحش ضخم كالمارد حيّر العلماء.. سبحانك ربّي لا علم لنا إلّا ما علّمتنا. يُعلِمُنا أصحاب البشرة البيضاء، السمراء، والصفراء، يومياً برسائل "كراهية" تصلهم عبر الإنترنت بسبب لون بشرتهم، المشاهير يُحبوّن هذه الرسائل، لأنهم قادرون على استغلالها لانتزاع الحماية المجتمعية والتعاطف وربّما لجذب الانتباه، في المقابل هناك الملايين من البشر الذين لديهم ما يُشغلهم ولا يبالون حقيقة بك ولا بلون بشرتك.. فاهدأ. العيون لا ترصد لونك، بل تراقب تجارة اللقاحات والصراع على النفوذ بين الشركات المنتجة لها، وما تحمله غرامات التأخير من أرباح وخسائر في هذه السوق التي ستغير وجه العديد من الأنظمة الاقتصادية في العالم، وآخرها الخلاف بين الشركات الصينية والهيئات الصحية في أوروبا الشرقية.. وطريق الحرير مُعلقّ باللقاح.