12 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كافة المسلمين والعرب لنبذ أي خلافات بينهم جانبا والتركيز على كمية التجاوزات التي تحدث بحق المقدسات الإسلامية لاسيما في فلسطين واستهداف المسلمين على وجه الخصوص، كما طالب أردوغان أن يكون هناك موقف إسلامي موحد تجاه كل هذه التعديات التي تطول المسجد الأقصى من قبل إسرائيل والمتطرفين الإسرائيليين، منوها بأن هذا السكوت على هذه التجاوزات الخطيرة إنما سببها فرقة المسلمين وعدم توحد الرأي تجاه الجرائم الإسرائيلية التي باتت مبررة عند الكثير منهم في أنها دفاع عن النفس، وتساءل أردوغان عن أي دفاع عن النفس يتكلمون وهم الذين يعتدون ويحتلون ويشردون الفلسطينيين ثم يتباكون على المنصات الأمريكية والغربية والدولية لأخذ حق ليس لهم بينما في الواقع فإن هؤلاء الفلسطينيين من هم أحق بهذا التعاطف العالمي الذي يذهب للأسف لإسرائيل، لأن هناك من الدول الكبرى ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن تقف معها قلبا وقالبا، ثم تساءل فأين المسلمون من كل هذا ؟! وأين الذين تتغلبهم الغيرة على مقدساتنا الإسلامية التي بقيت إرثا لكل مسلم وماذا فعلت الحكومات العربية والمسلمة تجاه الدفاع عنها وإبقائها موروثات إسلامية لأجيالنا القادمة ؟!. ربما يكون خطاب الرئيس التركي أردوغان هذا ليس بجديد فهو عادة ما يتحدث عن الإسلام بحرقة ويعلم بأنه يواجه بعدها بنقم غربي وانتقادات من المعارضة داخل بلاده ليس لما احتوى عليه خطابه فحسب من إيثار للإسلام بالذات، ولكن لأن الطيب أردوغان بات مصرا على أن ينتهج لغة هذا الخطاب في كل ندواته وخطبه واجتماعاته ومؤتمراته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم التركي أو حتى أمام جمهوره وشعبه في الميادين المفتوحة في ساحات بلاده، ولكن أردوغان نفسه يعلم بان خصومه داخل الدول المسلمة يكادون يكونون أكثر بكثير ممن يظهرون له بوجوه واضحة من العالم الغربي وهؤلاء هم أشد خطرا من الذين يفصحون عن عدائهم تجاه تركيا ورئيسها الذي سبب انقلابا جذريا في هوية البلاد التركية التي بدأت فيها جذور الإسلام تتعمق وتضرب الأرض بقوة ثم تحولت شيئا فشيئا للهوية العلمانية التي لم تهنأ للكثيرين من الأتراك الذين أصروا على أن تبقى فيهم ومضة الإسلام مستنيرة، وأنشأوا أبناءهم وأحفادهم عليها، فخرجت لنا أجيالا إسلامية صحيحة لا يغلبها التعصب ولا التطرف ولا التهاون والتساهل، ولذا فإن المسافر إلى تركيا الساحرة من العرب والمسلمين لا يمكن أن يجد فيها غربة في الدين كما نرى هذا في أي دولة أوروبية أو في جانب القارتين الأمريكيتين. ولذا فإن الحس الإسلامي الباقي في تركيا والذي عززه ببراعة الرئيس أردوغان يجعلنا فعلا نستجيب لهذه الدعوات المحمودة التي تمس أكثر جوانب قضايانا حساسية واستدامة وهي القضية الفلسطينية التي تقارب قرنا من الزمان، شارك بعضنا في تعميق جراحها وباتت الأجيال الجديدة تفتح عينيها على معاني التطبيع لا الاحتلال فسقطت مفردات الاحتلال لدولة فلسطينية واحدة، وبات حل الدولتين هو الأغلب لحل هذه القضية التي استطاعت إسرائيل أن توجد لها حقا في الأراضي العربية ومقدساتنا الإسلامية المتمثلة في المسجد الأقصى وقبة الصخرة، متناسين أن نعلم أيا من هذه الأجيال أن هذه المقدسات ما هي إلا أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، وأن الدفاع عنها ولو بكلمة أو تذكير بها هو واجب على كل مسلم، ويجب على كل العرب أن ينبذوا خلافاتهم مع بعضهم البعض أو مع تركيا نفسها لأي اسباب كانت، والاتجاه إلى ما فيه صلاح هذه الأمة وصلح العرب والمسلمين أنفسهم، وإلا فلا معنى بعدها للبكاء على اللبن المسكوب كما هي عادتنا عند ضياع قيم إسلامية كان من الممكن أن تبقى في الحاضنة العربية !. [email protected] @ebtesam777