31 أكتوبر 2025

تسجيل

ما خفي أدهى وأمر!

08 مارس 2018

أثبتت القوة الناعمة التي تملكها دولة قطر أنها السلاح الفتاك الذي بإمكانه أن يصد الأعداء ويضربهم في مقتل، ولعل دول الحصار لم تستوعب الدروس والصفعات التي تلقتها منذ بداية الأزمة وأنفقت لأجلها المليارات من أجل تمرير أهدافها الشيطانية وشيطنة قطر، حتى فقدوا سمعتهم واحترام المجتمع الدولي لهم . وقد شكّلت قناة الجزيرة منذ بداية الأزمة صداعاً مزمناً لدى دول الحصار، حتى أصبحت مطلباً رئيسياً ضمن مطالبهم الـ 13 المزعومة التي ذهبت طي النسيان، مع انشغالهم بالمصائب التي أحاطتهم من كل حدب وصوب بفعل صبيانيتهم وسوء تصرفاتهم! وما عرضته الجزيرة قبل يومين من برنامج مزلزل لهذه الدول كانت رسالة واضحة من قطر بأنها هي من نفد صبرها منذ 22 عاماً على تآمر وانتهاك دول الحصار لمبدأ حسن الجوار وسيادة الدول على خلفية المحاولة الانقلابية التي دعمتها وخططت لها نفس الدول التي تُحاصر قطر وتمارس بلطجتها على مرأى ومسمع من العالم المتحضر الذي أدان واستنكر ممارساتها العدوانية ضد قطر، والتي تؤكد بما يدع مجالاً للشك، أن هذه الدول تُشكّل خطراً كبيراً على الأمن الإقليمي والدولي، ولا بد من التصدي لهذه الممارسات الرعناء! برنامج "ما خفي أعظم" عرض بطريقة مهنية احترافية حقائق دامغة موثقة بشهادات من غُرّر بهم من أبناء قطر وتم تجنيدهم خلف مزاعم دول الحصار بإعادة المغفور له الأمير ألأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى سدة الحكم، وهي ليست إلا أكاذيب، حتى الشيخ خليفة نفسه لم يُخف مخاوفه من أطماعهم للسيطرة على قطر والوصاية عليها لنهب ثرواتها ومقدراتها، وزاد الأمر ألماً أنها جاءت في أعظم ليالي رمضان والناس سُجداً وقياما، وهم الذين يدّعون بأنهم ينصرون الجار ويرفعون الظلم عن المظلوم، وهم ليسوا إلا ضباعاً بثياب! استعرض البرنامج أيضاً كيف كانت تُحاك المؤامرة بأسلوب يعتمد على عنصر المفاجأة في التنفيذ وتوزيع الأدوار على الدول وتشكيل غرفة عمليات تدير عملية الانقلاب بطريقة تؤكد أن هذه الدول لا تحمل في قلوبها السوداء إلا الغل والحقد الدفين تجاه قطر وحكامها وشعبها. وبات جلياً أن التاريخ لن يشفع لهذه الدول مهما طال الزمان أو قصر ولن تحمل قطر في قلبها أي ذرة ثقة أو حسن نية تجاهها لعلمها بأن هذا الغدر والخسة والدناءة لهذه الدول ليست بعيدة المنال عنهم وبأنهم في أي لحظة قد ينسفون العهود والمواثيق من أجل تحقيق طموحاتهم في الاستيلاء على ثروات قطر، ولذا وكما قال سمو الأمير المفدى حفظه الله بأن "قطر بعد 5 يونيو ليست مثل قطر قبلها وبأننا أصبحنا أقوى"، وهو ما يعد نبراساً لنا ومنهجاً وخارطة طريق لنا كقطريين، مفاده بأننا بدون دول الحصار حالنا أفضل بكثير ولسنا بحاجة إلى من يغدر بأخيه ويطعنه في الظهر! فاصلة أخيرة الجزء الأول من برنامج "ما خفي أعظم" سبّب لقادة دول الحصار وبلطجيتهم وأبواقهم وذبابهم الإلكتروني حالة هستيرية لا توصف، فما هو الحال بهم إذا ما شاهدوا الجزء الثاني؟! وكأن لسان حال قطر يقول: لتعلموا يا جيران الغفلة بأننا "تونا ما بدينا" ولم يمسسكم منّا إلا قليل، ولا عدوان إلا على الظالمين!