11 سبتمبر 2025
تسجيللا يمكن أن يُجمع الناس على وصف محدد أو تحديد معايير لما يسمى بـ"الإرهاب"، الذي انطلق اسمه كالصاروخ العابر للسنين والقارات منذ أعلنته الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم القاعدة منتصف تسعينيات القرن المنصرم، ولكن انحصرت تهمة الإرهابي بالمتطرفين والمقاتلين المسلمين السنة حول العالم، بينما هناك إرهاب دول وتنظيمات طائفية، فمن حكومة الكيان الصهيوني الذي دك غزة ويقتل الفلسطينيين، إلى حكومة الملالي والمرجعيات الطائفية في إيران التي تقتل المعارضين وأتباع المذهب السني هناك وأبناء الأهواز من العرب ودون ضجيج من الغرب.وما بين طهران وتل أبيب، يمر قطار الإرهاب عبر الضاحية الجنوبية حيث معقل حزب الله وزعيمه حسن نصر الله، صبي المرجعية في لبنان، ودمشق حيث قتلة الأطفال والنساء والمدنيين العزل من أبناء سوريا، حتى بغداد التي تتحكم بقرارها مرجعيات دينية ونصر الله من لبنان وقاسمي من طهران، وكل ما يفعلونه هو الإرهاب بعينه، تماما كما يقوم به تنظيم داعش، فالإرهاب الشرق أوسطي بات بين ثلاث فرق، الجيش الإسرائيلي وحزب الله والميليشيات الطائفية الشيعية وداعش.بعد إعلان السعودية إلغاء بند المساعدات المالية والعسكرية للحكومة اللبنانية مؤخرا، قال حسن نصر الله إن من العيب أن يتراجع المعطي عن أعطيته، وسبب الظروف التي أحاطت بالقرار اللبناني المحكوم بخشية حلفاء إيران، ولكن بعدما أعلن مجلس وزراء الداخلية العرب تصنيف حزب الله منظمةً إرهابية، رفع نصر الله عقيرته وكشف أنيابه، وبات مستعدا لرمي كافة أوراقه على طاولة الصراع، فأعلن عن حقده على السعودية والدول الخليجية، متهما إياها بالوقوف خلف القرار، ثم اعترف صراحة بمشاركة ميليشياته في القيادة والقتال مع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق ضد المناطق السنية، وليس فقط ضد تنظيم القاعدة الذي يملك استراتيجية الفرار من المناطق التي يسيطر عليها، ليعود إليها بعد فترة من الوقت كالعادة.نصر الله الذي خطب يوم الأحد لتأبين أحد قادته، وصف جرائم قادة الحشد الشعبي بأنها هي التي منعت تنظيم القاعدة من احتلال قصور حكام الخليج وسبي نسائهم، هكذا بكل وقاحة يريد نصر الله أن يروج لإرهاب ميليشياته وميليشيات الحشد الشعبي، على أنهم أبطال الفتح الإسلامي الجديد، ضد التنظيم الشبيه لهم، ولم يفكر في تصنيف المقاتلين ما بين عسكري نظامي تحت قيادة تراتبية وجيش دولة، وبين مرتزقة يقاتلون بناءً على أجندات طائفية ومذهبية ضيقة، فماذا تسمى تلك الفصائل الشيعية التي جاءت عابرة للبلاد نحو سوريا للدفاع عن نظام يقتل شعبه؟تشرح قناة "العالم" الإيرانية، رؤيتها عما يسمى بـ"لواء الفاطميين"، وهم مرتزقة أفغان يقاتلون في سوريا، لحساب نصر الله والقيادة الإيرانية دعما للنظام الأسدي في دمشق، وتصف القناة -الناطقة بلسان النظام الإيراني- التنظيم الإرهابي "الفاطميون" على أنهم "مجموعة من محبي وأتباع أهل بيت النبوة والرسالة، وأنهم أخذوا عهدا على أنفسهم أن يدافعوا عن حرم النبوة".وتستكمل القناة الشرح بأن النواة الأولى لذلك اللواء تشكلت عام 2012 حين "استفحلت مخاطر التكفيريين والإرهابيين ضد العتبات المقدسة في سوريا، لاسيما حرم عقيلة أهل البيت السيدة زينب سلام الله عليها، فانبرى ثلة من الشباب المؤمن الذين كانوا يقاتلون ضد جماعة طالبان في أفغانستان والأفغان المقيمين في سوريا وسائر البلدان الأخرى إلى تشكيل قوة للدفاع عن العتبات المقدسة، وهم ينتشرون حاليا في بعض الجبهات الأخرى مثل ريف دمشق "الغوطة الشرقية – القلمون"، وريف حلب "حندارات"، ويشار إلى أن أول مجموعة من المقاتلين الأفغان الذين توجهوا إلى سوريا للدفاع عن حرم آل النبوة كانت تتكون من 22 شخصا، واليوم يصل عدد المدافعين عن العتبات المقدسة من الأفغان إلى ما يضاهي الفيلق بعد أن كان لواء".إن ما نفهمه من شرح قناة "العالم" التي تدافع عن وجهة نظر طهران وحزب الله، أن الميليشيات الطائفية التابعة للمرجعيات الدينية، كانت تقاتل الثوار الذين تصدوا لاحتلال بلادهم في أفغانستان والعراق واليوم في سوريا، ولا شك أن هناك منهم في اليمن، فالمقاومة الأفغانية سبقت تنظيم القاعدة في قتال السوفييت سابقا، والتحاف الغربي لاحقا، والمقاومة العراقية قاومت الغزو الأمريكي للعراق بعد إسقاط نظام البعث الحاكم، قبل ظهور التنظيمات الموالية للقاعدة.اليوم أيضا تقاتل الميليشيات الطائفية الثوار السوريين المناهضين للنظام، أكانوا ضمن تنظيمات جهادية إسلامية أو مقاتلين علمانيين، ولا تقاتل تنظيم داعش أبدا، وهذا دليل على أن التنظيمات الطائفية جميعها تقع تحت صفة الإرهابية، ومع هذا فإن روسيا والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يصنفوا تلك التنظيمات الطائفية على أنها إرهابية، فمن يصدق نصر الله والقيادة الإيرانية التي تتحرك بقوة لتهديد استقرار العالم العربي، تمهيدا للسيطرة عليه عن بعد وعن طريق الوكلاء، وهذا ما يجعل حسن نصر الله حريصا أكثر من بشار الأسد على بقاء الأسد عل رأس النظام، وذلك لضمان سيطرته على الشارع اللبناني، إذ لو سقط أو رحل الأسد، لفقد رجل إيران القوي سلطته على لبنان الضعيف.