15 سبتمبر 2025
تسجيلمازلت حتى الآن أقف احتراماً وتقديراً لكل معلمة أسهمت في غرس معلومة في ذهني يوماً ما ، ولكل معلمة كان لها دور إيجابي في حياتي ، ولكل معلمة عملت بتفان وإخلاص من أجل طالباتها ، مازلت إلى الآن أهرول نحوهن إذا لمحت إحداهن في فعالية ، أو مناسبة اجتماعية ، أو أي مكان آخر ، أُلقي عليها التحية وأعرفها على نفسي، وأُذكّرها بل وأُذكّر نفسي بأن ما وصلت له اليوم كان وسيظل بفضل الله أولاً وبفضل إخلاصهن الدائم في هذه المهنة التي تأتي دائماً في أعلى المراتب ، لهذا لابد على المعلم أن يجدد رسالته ويستشعر عظمتها ويؤمن دائماً بأهميتها ، ولابد عليه أيضاً أن يعتز بهذه المهنة ولابد للمسؤولين أن يمنحوا المعلمين مكانتهم العليا ويحققوا لهم ما يحافظ على استمرار رسالتهم النبيلة حفاظاً على شرف هذه المهنة ودفاعاً عنها . للمعلم دور كبير في تشكيل شخصية الطلاب وبناء قدراتهم ، وله أيضاً الفضل الكبير في توجيه طموحاتهم نحو ما يحقق لهم أهدافهم المستقبلية ، لا أنسى ما حييت كلمات إحدى معلماتي الفاضلات التي كانت تحفزني أنا وزميلاتي بقولها (إني أراكن في مراكز مرموقة في المستقبل ، وأرى فيكن ما لم أستطع أنا تحقيقه) فكان لجملتها هذه رغم بساطتها أثر عميق في دفعنا جميعاً للجد والاجتهاد وتحقيق ما كانت تتمناه في طالباتها وبناتها يوماً ما ، لهذا فالمعلم من شأنه أن يهدي حياة للآخرين ، ومن شأنه أن يلغي طموحات الطلبة عندما لايأبى بهمتهم أو يستصغر أُمنياتهم أو لا يهتم بمبادراتهم ! تجذبني جداً كافة المبادرات المجتمعية التي تعمل على تشجيع الشباب من الجنسين على الانخراط في سلك التدريس من باب الأمانة وتحقيق المشاركة المجتمعية كمبادرة "علِّم لأجل قطر" هذه المبادرة النبيلة التي تعمل على تقديم حلول للتحديات التي يواجهها الطلاب في قطر عن طريق تأهيل الشباب من الخريجين والمهنيين للعمل في المدارس لمدة عامين من خلال برنامج لتطوير المهارات القيادية ومهارات التدريس ، أُبارك للقائمين على هذه التجربة ومع مرور عام على تأسيسها وبعد نجاح المنظمة في استقطاب الشباب ، أرى أهمية تكثيف الجهود لمساعدة المعلمين المتقاعدين الراغبين في العودة للعطاء في مجال التعليم؛ ليستفيد منهم الشباب ومن خبراتهم التي توازي أو تزيد الخبرات الأكاديمية المستوردة من الخارج، التي تستقطبها العديد من الجهات ، فالاستثمار في الطاقات الوطنية واجب على الجميع فكيف عندما يكون في ميدان العلم والمعرفة ؟! صوت :من علمني حرفاً أهداني حياة !