31 أكتوبر 2025
تسجيلهناك في الغربة التي قد تفرض على الإنسان خاصة الذي ابتلى بالمرض وصعب علاجه داخل البلاد، يحتاج أن يلتقي بأهل بلده ولا تصدق عيناه عند رؤية أحدهم فيبدأ بالتعرف عليه واللقاء معه، وقد يلتقي بأكثر من واحد وهكذا، يجتمع معهم ويقضي وقته برفقتهم. ولقد أدركت القنصلية القطرية في هيوستن ذلك الأمر فأقامت مجلسا للرجال وآخر للنساء من أجل التجمع فيهما والترفيه عن أنفسهم، وخاصة ممن يعانون من المرض ويحتاجون إلى الدعم النفسي والاجتماعي فهم قد فارقوا أحبتهم في الدوحة أطفالهم وأولادهم المراهقين وبناتهم، واضطروا للبقاء شهورا بل قد يمتد الأمر إلى أكثر من ذلك.نعم.. كان لجهود سعادة القنصل العام في هيوستن وحرمه الفاضلة المردود الكبير على نفسية المرضى ومرافقيهم، حيث هيأت المجالس لتكون بالشكل التقليدي الشعبي في قطر من حيث الفرش والسعة وتوفير المستلزمات، فكانت بمثابة مجلس العائلة يجتمعون فيه وخاصة في الإجازة الأسبوعية وكما نقول "جَمعة الخميس" واستبدلت في هيوستن "جَمعة الجمعة أو السبت".نلتقي نحن النساء في المجلس الذي أصبح مفتوحاً ليس لأهل قطر بل صار مجلسا خليجيا تجتمع فيه المرأة القطرية والبحرينية والسعودية والكويتية والإماراتية والعمانية، فعوضنا عن أي لقاء كنا نأمله بين نساء الخليج في اجتماع على هامش اجتماعات مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي طالما تمنته المرأة الخليجية من أجل مناقشة قضاياها المختلفة والتي في الغالب تكون متشابهة لتشابه ظروفها والذي ظللنا ننادي به منذ أول اجتماع في أبوظبي عام 1981، فالقضايا واحدة وتحتاج للنقاش والتشاور، خاصة فيما يتعلق بالأسرة والأطفال وعمل المرأة والتعليم وغير ذلك من المشاكل التي تواجه الأسرة الخليجية وخاصة في هذه السنوات.فنحن في المجلس نتشاور ونناقش تلك القضايا وتدلو كل واحدة بدلوها وقد نخرج بحلول نرتاح لها ونأمل تطبيقها، بالإضافة إلى الترفيه عن أنفسنا والتخفيف من قسوة المرض، ولا ننسى أن نحتفل بأعيادنا الوطنية التي نتشارك فيها ونفرح بها معا، وفي نفس الوقت يستمتع الأطفال باللعب معا بجانب التحدث فيما يفيدنا من معلومات تهم الأسرة والصحة والأطفال.وهكذا أصبح المجلس بيتنا الثاني نهرع إليه لنشعر بأننا ما زلنا في أوطاننا ونلتقي أهلنا ونجتمع مع من جمعتنا الغربة والألم والدم والدين والعرق معاً.شاكرين جهود القنصلية القطرية في هيوستن على ما وفرته متمثلة بسعادة القنصل وحرمه المصون "أم عمر".