قطر والمواقف الشجاعة

كان سمو ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني صريحا وصادقا فيما قال عن الوضع القائم في سوريا الحبيبة "لقد فقد النظام القائم في سوريا شرعيته بارتكابه المجازر في حق الشعب السوري الشقيق ولا مجال في الإبقاء على شخص يمارس القصف المتكرر اليومي على شعبه"، ومعنى ذلك القول هو الدعوة إلى كل القوى العربية والدولية للوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق الذي يواجه الإبادة الجماعية والتدمير الشامل لكل ممتلكاته ومقدراته على يد حكومة بشار الأسد الذي تصر على حكم سوريا الصامدة أو تدميرها عن بكرة أبيها. إن الوقوف المطلوب إلى جانب الشعب السوري الشقيق لا يعني التفرج على معاناة هذا الشعب وتدمير ممتلكاته وإنجازاته الحضارية عبر شاشات التلفزة. إن الوقوف إلى جانب هذا الشعب بالتأييد ومد العون المالي والتموين، خاصة الدواء الذي شح على من يقيمون في سورية المختطفة من قبل نظام الحكم القائم في دمشق.  جحافل دخلت سوريا من العراق ومن لبنان وإيران ومن أماكن أخرى لنصرة حكومة بشار الأسد تحت شعار حماية ضريح السيدة زينب من الثوار الساعين لاستعادة كرامتهم وعزتهم وحريتهم ولم يكن من بين أهدافهم تدمير ضريح السيدة زينب. إذا أتت هذه الجحافل من أجل حماية قبر السيدة زينب رضي الله عنها، فلا يحتاجون إلى قتال الجيش السوري الحر والثوار الأحرار على نظام الاستبداد عليهم ردع النظام الظالم ومنعه من استخدام أسلحة تدميرية عشوائية على الوطن السوري عامة. في مقابل هذه الجحافل الجرارة التي أتت لحماية قبر السيدة زينب، فقد يذهب الآخرون إلى الاستنجاد بجحافل المتطوعين من كل أصقاع العالم الإسلامي لحماية أضرحة الصحابة، ومن بينهم ضريح خالد بن الوليد الملقب من قبل الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام بسيف الله المسلول، وحماية ضريح الزعيم صلاح الدين محرر القدس الشريف وقاهر الغزوات الصليبية. إن هذه الفئة المجندة من خارج سورية من أجل حماية ضريح السيدة زينب أمر مؤسف كان الأولى بهم مساعدة الشعب السوري لحماية مكتسباته ونيل حريته وسيادته وحماية ممتلكاته من بطش بشار الأسد وزبانيته. لكن والحزن يعتصر القلوب نقول بأن هؤلاء الداعين إلى حماية ضريح زينب إنما هم جنود الفتنة الطائفية التي يؤجج لظاها في سورية الحبيبة من أجل أن يبقى بيت عائلة الأسد يحكم سوريا. لقد مر على سوريا الحبيبة أنظمة سياسية متعددة الاتجاهات السياسية والفكرية والدينية وعبر عصور متعددة لم تتعرض الأضرحة على امتداد التراب السوري بأي أذى من أي جهة كانت، فلماذا الخوف اليوم على ضريح السيدة زينب؟ إن هذا الضريح كان في حماية أهل الشام بكل أطيافهم ومللهم من العهد الأموي إلى يومنا الحاضر لم يمس بأي عارض ولم يهدد من قبل أحد من أهل الشام أو من خارجهم، فلم الخوف اليوم على هذا الضريح وانعدام الخوف على تدمير مدن وأرياف القُطر السوري الشقيق. إنها الفتنة فلعنة الله على من أوقد الفتنة. (2) لقد صدق القول معالي رئيس وزراء وزير خارجية دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عندما قال في بيانه الصحفي المشترك مع وزير خارجية أمريكا السيد كيري "إن الإرهابي الذي في الشام اليوم هو السيد بشار الأسد"، وطالما أن العالم اليوم مجند للحرب على الإرهاب والإرهابيين فإن الأولى توجيه السلاح للقضاء على الإرهاب الذي يقوده بشار الأسد ضد شعبه، إنه يعني ضمنا أن بن لادن زعيم الإرهاب كما يزعم الغرب وأمريكا قد مات وأن زعيم الإرهاب الجديد هو بشار الأسد فليتعاون المجتمع الدولي للقضاء على ذلك الإرهابي وشبيحته وأنصاره الذين أرهبوا وأرعبوا ويعملون جاهدين على إبادة الشعب السوري العظيم. إن بن لادن لم يستخدم السلاح الجوي ولا الصواريخ بعيدة المدى أو الأسلحة الفسفورية أو البراميل المتفجرة أو القنابل العنقودية ضد أي شعب من الشعوب، وفوق هذا طارده العالم إلى أن تم القضاء عليه. اليوم مطلوب من تلك الدول التعاون الجاد والاتحاد من أجل إسقاط نظام بشار الأسد لينتهي الإرهاب والإرهابيون من الشرق الأوسط مرة وإلى الأبد. (3) بالأمس أقر المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية اعتبار الائتلاف الوطني السوري الممثل الشرعي الوحيد للشعب العربي السوري وقبول الجامعة العربية أن يتسلم رئيس الائتلاف الكرسي المخصص لسورية في الجامعة العربية وأن يكون عضوا على قدم المساواة مع بقية ممثلي الدول العربية في الجامعة.  الخطوة الثانية المرجوة من الجامعة العربية دعم طلب الائتلاف من الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها ووكالاتها المتخصصة بقبول عضويته ممثلا للشعب السوري بدلا من النظام القائم اليوم في دمشق، وكذلك اكتساب عضوية منظمة التعاون الإسلامي هذه الإنجازات إذا تمت تحتاج إلى مساندة مالية وأمنية وعسكرية وإعلامية مساندة فعلية وليس وعودا كما جرت العادة. لقد اتخذت دولة قطر مواقف شجاعة في هذا الإطار وغيره وعليها تكملة المشوار في قمة الدوحة القادمة.. آخر الدعاء اللهم انصر الشعب السوري على جلاديه وأرنا في نظام بشار الأسد الظالم عجائب قدرتك يا رب العالمين.