25 سبتمبر 2025

تسجيل

نهاية رجل مبدع

08 فبراير 2023

انكب جاسم على كتب ودورات الإبداع، والتي أدت لأن يتخلص من الجمود العقلي ولا يمانع في تجربة الأفكار الجديدة، حتى ولو كانت فرص نجاحها قليلة، فعشقه للإبداع كسر حاجز الخوف من التجربة والفشل، وجعل الأمر بالنسبة له مجرد تجارب، وما هي الحياة إلا مجرد مجموعة من التجارب التي يتعلم منها الشخص. كما أن حبه لمجال الإبداع جعله لا يمانع في تقبل آراء وأفكار الآخرين، فهو يؤمن بأن العقل يمكنه خلق أفكار جديدة، فما بالك لو كانوا عقلين أو ثلاثة أو أكثر، فهذا سيضاعف فرص نجاح الأفكار وينضجها أكثر. مما جعله يرى الموظفين الآخرين من ذوي الخبرات بأنهم كنز من الأفكار الإبداعية. تعين جاسم في منصب مدير إدارة في إحدى المؤسسات، وفي الأسابيع الأولى في المنصب كان يسعى لفهم طبيعة العمل في الجهة والتحديات التي تواجهها. وخلال فترة وجيزة استطاع تحديد بعض التحديات التي كانت تعيق العمل وتبطئه. ولإيمانه بالإبداع الجماعي، كان دائماً يبحث عن الأفكار والحلول عند الآخرين، ويشاركهم هذه التحديات، لعله يجد حلولاً مناسبة. حتى أنه أعلن عن إقامة مسابقة لأفضل الأفكار الإبداعية لحل المشاكل والتحديات لجعل العمل أكثر كفاءة وفعالية. كانت هذه الأمور جديدة على أقرانه المدراء الآخرين، الذين بدلاً من أن يتعلموا من جاسم أو حتى أن يأتوا بأفضل منه، قاموا بمحاربته، ونشر الإشاعات عنه، ولعل من أكثرها سخافة بأن قالوا بأن إدارة جاسم بها الكثير من المشاكل التي لم تظهر إلا بعد تعيينه في المنصب، بينما لم يكن أحد يسمع عن هذه المشاكل من قبل. وغيرها من المكائد والدسائس التي استنفدت طاقته وهرب من المؤسسة. فما الذي كان ينبغي له أن يقوم به ليتجنب هذه النهاية؟