11 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم هو يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا! لا تسألوني كيف أشبه هذا بذاك ولكنه بالفعل يوم أشبه ما يكون يوما وطنيا، بالتفاف الشعب كافة مع قيادته ورموزه ومؤسساته ووزاراته حول محور واحد وهو الرياضة، والقيام بشتى التمارين والأنشطة الرياضية المختلفة في هذا اليوم، الذي خصص له يوم الثلاثاء من الاسبوع الثاني لشهر فبراير من كل عام، واليوم والذي يصادف الثامن من شهر فبراير هو اليوم الرياضي للدولة الذي صدر بشأنه مرسوم أميري رقم 80 لسنة 2011، على أن يكون يوم الثلاثاء من الأسبوع الثاني من شهر فبراير من كل عام يومًا رياضيًا للدولة، حيث يتم تشجيع الجميع خلال هذا اليوم على المشاركة في أنشطة رياضية مع أفراد الأسرة والزملاء وجهات العمل التي تنظم هي الأخرى فعاليات متنوعة وأنشطة مختلفة تحمل توقيع مؤسستها وجهود موظفيها، ودعوة كافة فئات الشعب للمشاركة بها التي عادة ما تكون في أماكن مفتوحة؛ نظرا لاستيعاب الأعداد وأشكال الرياضات المختلفة، والتي تحتاج لمساحات مناسبة لممارستها، واليوم ونحن نبدأ هذا اليوم النشيط والذي تتعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمؤسسات الخاصة وقطاعات العمل على اختلافها عن العمل حسب المرسوم الصادر فإن بعضنا للأسف يرى فيه عطلة لا تسير وفق ما خُصص لها، إذ يقضيها بعضنا في النوم لساعات متأخرة، بينما يرى غيرنا أنها الفرصة للالتقاء بالأصدقاء في المجالس ولعب الألعاب الإلكترونية والتجمعات في العنن والعزب وقضاء كل الوقت جلوسا دون حركة إلا من النشاط الذهني الذي يتطلب جهدا مضاعفا سلبيا في إرهاق التفكير والعقل، وهذا للأسف يمكن أن يقلده الكثير من الصغار والمراهقين الذين ينتهجون نفس النهج ويعتبرونه يوما مفتوحا للعب الآيبادات والألعاب القتالية على (بلاي ستيشن)، وهذا لا يخدم المفهوم الذي قام عليه اليوم الرياضي الذي خصص للحركة والقيام بأنشطة تحرك مجرى الدم في الجسم والحركة التي تعذي العقل والروح بالأكسجين ومعنى التجدد. وهناك جانب آخر أردت ان أفرد له مساحة في سوء استغلال هذا اليوم وهو زيادة الطلب على الوجبات الجاهزة من المطاعم والوجبات السريعة واصطفاف السيارات بخط طولي طويل لطلب هذه الوجبات الذي ينسف تماما معنى أن تكون الرياضة صحة وحركة وأسلوب حياة صحيا يوازن السعرات الحرارية اليومية، وما يمكن أن يتفهمه الناس من معنى أن ينتبهوا لما يأكلون وما يفعلون، وكيف يصلون بعد كل هذا لأوزان صحية تناسب أعمارهم وكتلتهم العضلية والبدنية والطولية، وسبحان الله فلا أدري هل هي مصادفة مؤسفة أم أنها باتت عادة سنوية في هذا اليوم بالذات أن تجد دراجات شركات توصيل الأطعمة والاحتياجات اليومية التي باتت مشهدا معتادا ويوميا في شوارع الدوحة وخارج الدوحة بكثرة وكثافة في هذا اليوم، ولا تكاد تفرغ من تسليم طلبيات الطعام هنا حتى تتجه إلى مناطق أخرى فكأن الأمر أشبه بخلية نحل لا تتوقف بل إن هذه الشركات تستعد بصورة جدية وحثيثة في هذا اليوم لعدم منح مندوبيها أي عطلة في هذا اليوم بل إن نظام (الشفتات) قد يكون ملغى في هذا اليوم، لسد الطلبات التي تغطي الدولة كافة، وهو أمر مضحك مبك في آن واحد في أننا حولنا اليوم الرياضي لأجسادنا إلى يوم رياضي لمعدتنا التي أظن أنها تتحرك جيدا لهضم واستيعاب كل هذا الطعام وقد تنوء بحمل أكثر هذه الأطعمة، باعتبارها بيت الداء الذي لا يتحمل ما هو فوق استطاعته، ونحن ما شاء الله على بعضنا فإنه يأكل الأخضر واليابس ولا يلقي بالا لمعدة صغيرة تنوء بصوت خافت ارحمني! وعموما شعار اليوم هو الرياضة حياة.. فأحيوها لا بارك الله في الكسل!. [email protected] @ebtesam777