18 سبتمبر 2025

تسجيل

وعي ما قبل الانتخابات (4)

08 فبراير 2021

في اعتقادي أن مجتمعنا كان اقرب الى الوعي المطلوب في مجلس الشورى او المجالس النيابية بمسمياتها في وقت سابق عنه في الوقت الراهن، كان ثمة رأي واختلاف لم يعد واضحاً اليوم، ونحن على اعتاب انتخابات برلمانية هي الأولى في تاريخه. من اللافت للنظر أن الجيل السابق او الأسبق لم يكن يرى تعارضاً بين عروبته وبين إسلامه، كما نرى اليوم، رغم الوضع الاقتصادي الضعيف والمحدود، لم يكن يرى في ذلك مدعاة لفهم الدين ونصوصه فهماً متطرفاً، إذا ذكرت أمام شباب اليوم أنك تؤمن بالعروبة كفكرة سياسية وحامل ثقافي، تبادر إلى أذهانهم تماماً أنك ضد الإسلام، وإذا أسبلت ثوبك وأطلت لحيتك فذلك دليل على أنك ضد العروبة أو القومية العربية بالأحرى. هذا الانقسام الخطير لم يكن قائماً عند أولئك الأوائل وكبار السن من ذلك الجيل، ومعظمهم تبنى الفكر القومي وآمن به وهم أئمة مساجد، آمنوا بأن إسرائيل هي العدو الحقيقي للأمة، حتى أوضاعهم كانت أفضل داخل أوطانهم كمواطنين؛ حيث كان للمجتمعات ذاتها آليات دفاع عما يعترضها من أخطار وصوت مسموع لأفرادها لدى الدولة، كنت أشعر أن ثمة شعوراً وطنياً كان سائداً بفعل الفهم الإيجابي للبعد العربي والإسلامي وعدم وضعهما في تقابل وتعارض ينقسم على أثره المجتمع. كنا نخرج بعد صلاة العصر من المسجد لنجتمع في المجلس الذي كان يشبه إلى حد كبير المنتدى السياسي اليوم؛ فهذا ناصري متعصب، والآخر ملكي متطرف، وهناك من هو وسط، كذلك، يستمر نقاش الشباب "القومي" في تلك المرحلة مع "الشياب الملكيين" حتى صلاة المغرب لينتظم الجميع صفاً في تأديتها، كان الوعي السياسي لديهم، رحمهم الله، متقدماً عن وعي شباب اليوم، لم يكن الإسلام قد اُختطف، ولم تكن القومية قد اختلطت في عقول البعض بين كونها "فكرة" وبين تطبيقاتها. كان المجتمع اقرب فكرياً لتقبل فكرة الانتخابات، لم يكن الريع قد بدأ يشكل العقليات بطريقة تسيطر فيها المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، ويبدأ التسطيح الثقافي في اجتياح المجتمع رغم كثرة خريجي الجامعات، من الداخل او من الخارج، لذلك يرى العديد من المختصين أن النفط نعمة مادية على المنطقة، إلا أن آثاره المعنوية كانت سلبية على شخصية ابنائها بحيث أنتج شخصية نفطية مع كل برميل يُستخرج. [email protected]