10 سبتمبر 2025
تسجيل"أنا أفكر إذن أنا موجود".. كلا يا "ديكارت"، أنت تفكر إذن أنت مقتول؛ أنت تُحلل فأنت خطر؛ أنت تتساءل فأنت عدّو، أنت تتحدث فأنت عميل، أنت تُبادر للتغيير فأنت القتيل. المعادلة واضحة، فتصفية من يسعى إلى التغيير لا ترتكز على الشأن السياسي فحسب، وإن كان هذا المجال الأكثر تداولًا في وسائل الإعلام. لو بحثنا ملياً، لوجدنا أن قتل الباحثين والصحافيين الاستقصائيين في أماكن كثيرة من العالم دليلٌ على ذلك. ويبدو أن مقتل الناشط اللبناني لقمان سليم سببه امتلاك المقتول مواصفات كانت كافية لاتخاذ قرار تصفيته، فهو من أسرة مُتعلّمة، مُبصرة، أصولها معروفة في المنطقة التي نشأ منها وفيها. اتخذ لقمان العلم سبيلًا ومحاججة، وفتح مركزاً للبحوث في مسقط رأسه، رافضاً اتشاح منطقته بلون واحد: الأسود. لكن الأسوَد ملكٌ لا يُبصر غيره من الألوان، هو الموت الذي يسير بين النفوس الخائفة، والجهل الذي يقاتل الفكرة، هو ذلك الضجيج الذي يمنعك أن تسمع ما تهمس به الروح. انصت جيداً، فقد أودعتك أمانةً اسم قاتلها، ملامحه ولون عينه، ابتسامته المقززة ورعشة يديه التي حملت كاتم الصوت، وقع خطواته الخفية التي ما انفكّت تبحث كلّ ليلة عن ضحية؛ ضحايا المخدرات إلى ارتفاع مع استمرار جائحة كورونا، حيث سجلت أمريكا أكثر من 81 ألف وفاة بسبب الجرعات الزائدة، وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لعام 2020، فإن تأثيرات كوفيد-19 على السوق العالمي للأدوية، وتَفنُن تجار المخدرات بإيجاد طرق جديدة للتهريب، وسعي الناس لتهدئة مخاوفهم من الفيروس ساهم في زيادة تعاطي المخدرات. ما يزيدنا خوفاً تصريحات المسؤولين الدوليين التي تحذرنا من مستقبل قاتم، حبّذا لو تكفوا عن التحذير كيّ تخفّ جرعات التخدير. التحذير من غزو الكائنات الفضائية اقترب مع أكبر مشروع علمي في القرن الـ21، حيث باشر العلماء ببناء أكبر تلسكوب على سطح الأرض في جنوب أفريقيا وأستراليا. مهمة هذا التلسكوب العملاق التقاط "مستقبلات حساسة غير مسبوقة" من خارج كوكب الأرض، لكي نتأكد إذا كُنّا نعيش وحدنا في هذا الكون. سنكون على موعد مع كائنات خضراء بعين واحدة؟ لا يهمنّا طالما أنهم سيدفعون الضرائب. فالميزانية البريطانية عاجزة، لذا من المتوقع فرض ضرائب على تجار التجزئة والشركات العاملة في مجال التكنولوجيا بسبب أرباحهم الاستثنائية التي حققوها في ظلّ كورونا. البيروقراطية تجد طريقها دائماً نحو جيوب الشركات، فالحكومات والشركات حلفاء في فرض الشروط على السادة المستهلكين والمستهلكات. المُستهلكات لهنّ دور فاعل في التطبيع، لاسيّما الجميلات، فمن تعرفهّن باسم "نانسي" مثلًا قد تكون "يائيل"، و "كيلي" قد تكون "إيريكا"، حيث إن رئيس جهاز الموساد منح شهادات التميّز لـ8 نساء، بسبب ضلوعهنّ في توثيق العلاقات مع بيروت والخليج منذ الثمانينات. همسات يائيل، وإريكا، وإيفانكا، أعلى من أصوات الشهداء والقتلى والجيّاع والأسرى. "جحا" صوته مسموع، فقد استضاف مسرح الأمم بموسكو، ولأول مرة، مسرحية الدمى "نصر الدين خوجه"، الذي قصّ على الناس حكايات عن الحب والحرية. نفتقد المسرح كثيراً في دولنا العربية، فلطالما كانت الفنون المسرحية مصدر إلهام للشعوب للتعبير عن حكاياتهم وقصصهم وإدخال السعادة إلى قلوبهم. لماذا مسارحنا خاوية ومهجورة، هل ما زالت الكراسي تخافُ أصداء المسارح؟ نحن على موعد مع مسرحية عنوانها "وجود ملف سري"، حيث يرتفع عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطنيين في السجون الإسرائيلية رغم الكورونا، وخصوصاً من الأطفال والنساء. 4500 أسير حتى بداية عام 2021، ولم تتوقف سلطات الاحتلال عن اعتقال المدنيين "إدارياً" بذريعة ملف سري لا يمكن الإفصاح عنه، في انتهاك لحق المعتقل في معرفة التهم الموجهة ضده والحصول على محاكمة عادلة.. اللهم احفظنا عن يميننا وشمالنا ومن تحتنا ومن فوقنا ونعوذ ب عظمتك من "الملف السري".