02 نوفمبر 2025
تسجيلالموهوبون في أي مجتمع وأمة عناصر بناء وارتقاء فعالة في سلم المجد الحضاري، لقدرتهم على تحقيق أعلى معدلات الإنتاج والتنمية، وبلادنا في أمَسِّ الحاجة إلى جهودهم وتوظيف قدراتهم بما يكفل تحقيق رؤيتنا الوطنية الشاملة 2030، خاصة أن الدولة تتجه نحو إنشاء مدارس خاصة بهذه الفئات العزيزة ما زلنا ننتظرها. وهناك إدارة في وزارة التعليم تتولى مهام التعامل مع الموهوبين، لكني أرى أنها ما تزال مقصِّرة في تفعيل دورها المطلوب، حيث إن الإدارة المعنية لم تحقق التوازن الإيجابي برفع درجة الاهتمام بهذه الفئة أسوة بغيرهم من الفئات المدرجة في دائرة اختصاصهم. سمات الفرد القيادية بين زملائه، والقدرة على تمييز الأحداث والتحليل والمقارنة، وحب الاستطلاع والاكتشاف وابتكار أساليب إبداعية في حل المشكلات، إضافة إلى قابلية التعلم بيسر، وإنجاز المهمات بدرجة عالية ومتقدمة عن الآخرين، وتميزه في مهارة الحوار وطرح الأسئلة الذكية. يجب أن تحظى بدرجة عالية من الجدية في تطوير أساليب وأنماط التربية والتعليم لتتناسب مع قدرات ومدركات هذه الفئة المتميزة، وإنشاء مراكز تعنى باكتشاف ودعم الموهوبين وتوظيف قدراتهم اللافتة بطريقة إيجابية، وهذه الوظائف يجب أن يتولاها مختصون مؤهلون لأداء واجبهم بجدارة واقتدار، شريطة أن يكونوا هم موهوبين أيضا، ومزودين بصلاحيات فعلية تمكنهم من رعاية الموهوبين وإدماجهم في أنشطة وبرامج نوعية رفيعة المستوى، وتراعي الفروق الفردية وفق ميولهم ورغباتهم الخاصة. وتقدم لهم حوافز مادية ومعنوية مشجعة. ومن المهم تفعيل التعاون والتكامل مع الجهات ذات الصلة بدءا بالأسرة والمدارس، إضافة إلى النادي العلمي ومراكز الشباب، وحلقات التحفيظ، مصحوبة باختبارات قياس مركزة لتحديد جوانب التميز وكيفية التعامل مع المواهب البارزة لدى النابهين النوابغ. إنهم ثروة وطنية ثمينة؛ فمن خلالهم نحقق الطموحات ونصل إلى أسمى الغايات، وإن تجاهلهم أو التقصير في تقديرهم وإهمال دورهم يدفعهم نحو العزلة والانكفاء على الذات، والشعور بالإحباط وفقدان الأمن، وصعوبة التكيف مع البيئة المحيطة، مع تراجع الدافعية نحو التميز والابتكار، وبالتالي نخسر الاستفادة من جهودهم ودورهم البناء، وقد ينقمون على المجتمع ويعادونه، وهذا انعكاس خطير. ولهذا فإني أؤكد على بذل مزيد من العناية والرعاية لإبنائنا الموهوبين، انطلاقا من قيمنا وثوابتنا الأصيلة على أيدي خبراء ومختصين مواطنين في المقام الأول، مع الاستعانة بخبرات وجهود إخوتنا المقيمين لتحقيق هذه الأهداف الكفيلة بتحقيق الإنجازات والطموحات، وفق أعلى المستويات. تهنئة وتوصية اليوم بإذن الله تعالى يتم تسليم الطلبة تقارير درجاتهم في اختبارات نهاية الفصل الأول (الشهادات)، نهنئ جميع الناجحين وذويهم، والذين لم يحققوا معايير الأداء المطلوبة، نوصيهم بالجد والاجتهاد واتباع خطة عملية تساعدهم في الوصول للأهداف المنشودة، بالتسنيق والتعاون مع الأسرة والمدرسة، ليلحقوا بركب النجاح والنفوق مع تلافي مسببات التقصير وتراجع الأداء التعليمي. وفق الله أبناءنا وبناتنا للعلم النافع والعمل الصالح والإخلاص في طلب العلم، وتحقيق ما نصبو إليه من طموحات وآمال نعقدها عليهم.