16 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا ولمن نكتب؟!

08 فبراير 2015

يوم الثلاثاء الماضي كنت مع موعد وعدد من القراء والمثقفين من خلال فعالية هي الأولى من نوعها من تنظيم (نادي خير جليس) في سوق كتارا الثقافي، (نادي خير جليس) هذه التجربة الرائدة في عالم القراءة والمطالعة والرفع من المستوى الثقافي لدى المجتمع القطري، بل والعالم العربي أجمع عندما تنتشر التجربة وتصل إلى المستوى الذي يخطط له القائمون على هذه التجربة الرائدة، كما وصفتها شبكة إسلام أون لاين. في بداية اللقاء طرح على المنظمين سؤال يقول لماذا أكتب؟، عندما اطلعت على السؤال لماذا أكتب، أحسست ببساطة السؤال، عندما تأملته أكثر شعرت بحجم المسؤولية، ولكن عندما بدأت أفكر في الإجابة استشعرت مدى الأمانة الملقاة على عاتقي وعلى عاتق كل كاتب يحمل أمانة الحرف. عندما أفكر في السبب الذي يدعوني للكتابة أجيب باختصار؛ لأن هناك ما يستدعي التفكير، وما يستدعي الكتابة عنه؛ لأن الكتابة باختصار هي مساحة لنقل الأفكار إلى الآخرين، فضفضة للنفس، وعاء لحفظ الهوية، الموروث، المعلومات والأفكار وغيرها، بمعنى أدق الكتابة توثيق.أكتب لأنني وجدت نفسي مثل بركة الماء امتلأت بالماء العذب ففاضت جوانبها. لقد مرت سنون لا أحصيها، أقرأ كثيراً في علوم ومعارف شتى، مرت سنون أكثر وأنا أتعلم وأعمل، ومر المزيد من السنين أختلط بالناس وأشاركهم أفكارهم، لهذا وجدت نفسي مليئة كبركة ماء، لهذا وجب علي أن أختار القناة أو المجرى المناسب ليسيل فيه ذلك الماء العذب وتلك الخبرات والمعارف الحياتية التي اكتسبتها، أكان بأسلوب كتابة أدبية قصة ورواية ونثر وشعر، أو بأسلوب مقال أدبي أو مقال علمي، أو من خلال كتابة اليوميات والسير، وغيرها من الأساليب.ومن خلال هذا السؤال، طرقت أفكر لمن نكتب، وهل عندما نكتب حرفاً، أو ننشر مقالة، أو نرسم حروفنا بأساليب أدبية مختلفة نستهدف فئة محددة، أم نرسل هذه الحروف عبر أثير القراء، ليلتقطها ذهن قارئ قادر على استيعابها، وقادر على أن يبادلنا الرأي ويشاركنا وجهة نظره وإن اختلف معنا، فهو بذلك يثرينا، ويدفعنا لتقديم الأفضل لأننا ندرك أن من يقرأ لنا انسان واع مختلف قادر على فهم واستيعاب وقبول أو رفض ما ننشر من مقالات، وهنا أؤكد أني ما وجدت سعادة مثل سعادة القراءة والكتابة، وما وجدت سعادة مستديمة مثل أن أجد أثر ما أكتب في نفوس القراء وعقولهم، وألمس ذلك من خلال تواصلهم الدائم معي، بشكل مباشر كان أو من خلال البريد الالكتروني أو شبكات التواصل الاجتماعي، وتكتمل تلك السعادة عندما أجد ما أكتب في أحاديث الناس اليومية، يرى البعض ما أكتب مثيراً لسؤال، أو إضافة وفائدة، أو انعكاساً لظاهرة، أو شرحاً لمسألة تهم المجتمع مما يدخل في تخصصي واهتماماتي، ولكن فوق هذا كله فأنا أكتب لأن الكتابة باختصار مصدر سعادتي.