14 سبتمبر 2025

تسجيل

مركز عمر بن الخطاب الصحي ومشكلة المواقف

08 فبراير 2013

بعض القرارات الإدارية تصدر من مسؤولين لا يُجرون دراسة عن أبعاد وآثار قراراتهم الإدارية، خاصة تلك التي تمس العاملين في هذه المؤسسة أو تلك. بحكم قربي من مركز عمر بن الخطاب الصحي اصطحبت أحد أفراد أسرتي إلى ذلك المركز لمراجعة الطبيب المختص، فوجئت بوجود مواقف للسيارات متوفرة وهي غير العادة. أوقفت سيارتي ونزلت مع مريضي لعيادة الطبيب، رأيت الطبيب مقطب الجبين، غير مرتاح على كرسيه راح يناقش مريضي عن علته، وصف العلاج وإلى الصيدلية سرنا. رأينا وجوها مكفهرة انعدمت على محياهم الابتسامة المعتادة، موظفات الاستقبال يتهامسن لا تستطيع أن تقرأ على وجوههن انفعالاتهن بسبب الحجاب الشرعي، يقدمون خدمة بلا روح، كان عندي موعد مع طبيب الأسنان في المركز استقبلني وهو متجهم الوجه، اضطررت للاعتذار منه من دون المعاينة الطبية لأن المنظر لم يناسبني وخفت على أسناني أن تتساقط من فمي ويقال فيما بعد خطاء طبي شائع وأنا أروح وأسناني في داهية. من أجل هذه المناظر المزعجة استوقفت أحد العاملين في المركز الذي أعتبره من أفضل المراكز الصحية الأخرى التي عهدتها، أطباء وممرضين وإداريين وصيادلة وفنيين كلهم متفانون في أداء العمل وخدمة المراجع بابتسامة الرضا عن ما يؤدونه من خدمات لمراجعيهم. سألت ذلك الإنسان ماذا حدث لكم إنكم على غير عادتكم في استقبال المراجعين؟ قال ألم تلاحظ أي تغير في هذا المركز؟ قلت لاحظت وجوها مكفهرة تؤدي واجبا وظيفيا كأنهم موظفو البلدية المتجولون وهذه غير عادة هذا الفريق العامل في المركز إني أعرف أنهم على خلق عظيم، الابتسامة لا تفارق محياهم كل يؤدي وظيفته بروح ومعنوية عالية ماذا حدث؟ قال صدرت الأوامر الإدارية من جهة عليا لا تعرف أحوال المركز ومحيطة بأن يمنع على الأطباء وكل موظفي المركز من توقيف سياراتهم في داخل فناء المركز، مما جعلهم يوقفون سياراتهم في أماكن ليست مخصصة لوقوف السيارات وإنما ساحة كبيرة ليست ممهدة وتحت أشعة الشمس المحرقة في قادم أيام الصيف. (2) أدركت المشقة والمعاناة لمنتسبي مركز عمر بن الخطاب الصحي وتفهمت الحال وعلى ذلك أقول إن من أصدر أو اقترح إصدار أوامر بعدم تمكين الأطباء من إيقاف سياراتهم بالقرب من عياداتهم أو في أماكن معدة خصيصا لموقف السيارات لم يكن موفقا. نعم أرحب بإعطاء المراجعين فرصة لوقوف سياراتهم في فناء المركز الطبي لكن فات أصحاب القرار أن يشخص المشكلة في مواقف السيارات دون الإخلال بحقوق الأطباء والفنيين الذين يتعاملون مع المريض بأن تتوفر لهم مواقف. المشكلة ياسادة تقع في أن السائقين الآسيويين الذين يحضرون المراجع للمركز المذكور يوقفون سياراتهم في المواقف وتشغل المواقف حتى لا يتمكن المراجع القادم بمفردة أن يجد مكانا لسيارته أو حتى الطبيب. كنت أتمنى أن يأمر رجال الأمن المخصصون لحماية المركز بمنع وقوف السائقين في المواقف وعليهم أن ينتظروا مراجعيهم خارج فناء المركز وعند الانتهاء من مراجعة الطبيب يستدعي سائقة ليدخل إلى فناء المركز وبذلك تتوافر أماكن كثيرة للأطباء وللمراجعين الذين من دون سائقين. إن آفة المراكز الصحية ومؤسسة حمد الطبية تكمن في المواقف وهيمنة السائقين الهنود الذي يحتلون المواقف والبعض منهم يؤجر مكان وقوف سيارته لمن يدفع له مقابل المال. وعلى ذلك فإني أدعو مؤسسة حمد الطبية وجميع المراكز بعدم السماح للسائقين المرافقين للمرضى بإيقاف سياراتهم في الأماكن المخصصة للذين من دون سائق وبذلك تتحقق المصلحة العامة للعاملين في المراكز بفئاتهم المختلفة وللمراجعين الذين من دون سائقين. آخر القول: من السهل أن تصدر أوامر، ولكن لا يجوز إصدار أمر إلا بعد اتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان تنفيذ تلك الأوامر بصدر رحب ويحقق المصلحة العامة للناس جميعا.