13 سبتمبر 2025

تسجيل

القاهرة.. وأنا

08 فبراير 2011

إنها القاهرة الكبرى، العاصمة المصرية التي لاتهدأ، والمدينة التي أرى فيها الكثير من نكهة سحر المدن، فلطالما كنت ممن يؤمن بعلاقة الود بين الإنسان ومدينة بعينها. وهكذا كانت القاهرة بالنسبة لي، فبيني وبين القاهرة علاقة حب قديم توثق مع السنين، بدأ عندما كنت صغيرة، فقد كانت القاهرة من أوليات المدن التي زرتها، وتكررت زياراتي لها طوال سنوات كان آخرها منذ شهور، فقد عرفت مبكراً شوارعها ومبانيها وجسورها الممتدة التي يحتضنها النيل الخالد في منظر آسر أخاذ، وقد ترسخت في عقلي صور رائعة لمساجدها التاريخية العريقة، ولمتاحفها وقلاعها، ولأهراماتها وشوارعها القديمة قبل أن أفهم قيمة وأهمية تاريخها الأعرق والأروع. وقد جبت شوارع وسط البلد، بمبانيها ومحالها ومقاهيها التي ينبعث منها صوت كوكب الشرق وهي تصدح بصوتها وكأنها جزء من تاريخ هذه الشوارع، أما الآيس كريم وعصير المانجو الطازج والشاي والقهوة، فقد كانت كلها طلبات لطعم لاينسى من مقهى (الأميريكين) ومقهى (جروبي) اللذين كانا جزءا من حكاية وسط البلد. إنها القاهرة التي وجدت في أهلها الطيبة والكرم رغم فقرهم الشديد أحياناً، إنه الشعب الطيب المتدين القوي بترديد كلمة لا إله إلا الله. لقد أعاد لي ميدان التحرير وأنا أتابع ما يحدث به حالياً من مظاهرات ووقفات سلمية للملايين من جميع فئات الشعب المصري شبابا وشيوخا ونساء وأطفالا، ما قرأته عن تاريخ هذا الميدان الذي يثبت سنوات بعد سنوات قدرة هذا الشعب البطل القادر في أظلم الظروف على أن يقول كلمة حق، وأن يثور ويطلب وأن يغير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها والضعف الذي ارتسم عليه رغماً عنه. لقد كان ومازال الشعب المصري بطلاً.. لسنا من نقول هذا ولكن يشهد له الوقت ويسجل له التاريخ ذلك. فما أن تجوب الكاميرا لتعرض على الشاشة مدينة القاهرة بجسورها ومبانيها، والملايين الواقفة من أهلها، ونيلها الذي يكاد ينطق بحكايات هذه المدينة العريقة، حتى يصحو ظلال ذلك الحب القديم القابع في داخلي ليعرض من الذاكرة صوراً قديمة وحديثة لهذه المدينة التي طالما أحببتها، وتعود إلى خاطري (مصر التي في خاطري). ولا أملك إلا أن أدعو لها بأن يحفظها الله من كل سوء، وأن يسودها السلام، وأن يختار لها الله تعالى الخير الذي تستحق، حفظ الله مصر وشعبها. [email protected]