27 أكتوبر 2025
تسجيلمن كان يقول إن (هذا) صعب فقد تحقق، ومن كان يستبعد أن نرى كل (هذا) فإنه ماثل اليوم أمام أعيننا، ومن كان يقول إن (هذا) من المستحيلات فلا والله فقد صار حقيقة، ولعلكم تسألون ما هو (هذا) الذي أتكلم عنه ؟! وأجيبكم أن نرى العراق تستضيف بطولة كأس الخليج بعد 43 سنة من استضافتها للنسخة الأولى عام 1979 في العاصمة بغداد العريقة، فيوم الجمعة الماضي شهدنا افتتاحا جميلا وراقيا لخليجي 25 في مدينة البصرة التاريخية التي استطاعت بمساعدة الأشقاء الخليجيين المخلصين لاستضافتها لهذه البطولة أن تحتفظ بحقها المشروع لتنظيم كأس الخليج في نسختها الـ 25 وأن تثبت للعالم بأنها تستطيع أن تلملم قواها من آثار الحروب التي خاضتها وأن تنتشل نفسها من قعر الأزمات الإنسانية والسياسية التي مرت بها وللأسف لا تزال تكويها، وتخرج لنا بهذا الافتتاح الذي أصر على تاريخية العراق وأنه بلد لا يمكن لأحد أن يبقيه في القاع إن لم يرد هذا بنفسه، ولكن العراقيين يعلمون بأنهم من ذوي الهمة ولذا فإن الافتتاح الذي شهدناه يدل على أن هذا البلد بحاجة لأن يقف معه الأشقاء لينهض وأنه لا تنقصه العزيمة لبناء ما دمرته الحروب والفساد والمحسوبيات وكل ما يمكن أن يعيق دولة على النهوض واللحاق بركب التقدم، وأنا ومثلي ملايين من الخليجيين والعرب نتمنى لأن تعود العراق كما كانت وندعم بأي شكل من الأشكال هذا الهدف الذي يريد أعداؤه أن يتشتت الجهد نحوه ولكن الفرحة التي لمسناها من شعب العراق الذي زحف لاستاد البصرة الدولي قبل بدء الافتتاح بساعات وبدأ يهتف (بالروح بالدم نفديك يا عراق) يثبت أن هذا البلد يقع لكنه ينهض ويفشل مرات لكنه ينجح أيضا وإن الحل يكمن من داخله لا يمكن أن يُستجدى من الخارج وعليه تمنينا جميعا لأن يلتف حوله كل مخلص ومحب ليقوم ويثبت أن العراق يظل عريقا باسمه وتاريخه وحضارته ومقدرات شعبه وأرضه التي حاول كثيرون أن ينالوا منها لكن تظل عزيمة العراقيين أكبر من أي سرقة لثرواته، فالتاريخ يبقى تاريخا بالأرض لا لمن سرق منه ثم نسب المسروق لتاريخه الكرتوني الهش. انظروا لجمال افتتاح خليجي 25 واتركوا عنكم صغائر ما يمكن أن يحدث في أي مناسبة فإنني والله قد عجبت لمن ترك مجهود أشهر طويلة والتفت لطارئ مستجد يحدث دون تدبير أو تخطيط مسبق ويمكن لأي تنظيم في العالم أن يطرأ في حينه ولكن المتربصين بهذا البلد على ما يبدو أكبر مما كنا نتوقع لأن في أول فرحة له وجدنا أن من يتصيد ويتقصى عن عثراته هو نفسه من يريد له أن يبقى غارقا في مشاكله وحروبه الداخلية التي أوجدتها حروبه الخارجية للأسف، ولكن كما أن للعراق أعداءه فإن له أصدقاءه أيضا، وقطر ولله الحمد من بين هؤلاء الأصدقاء الذين يتمنون للعراق الشقيق أن يوفق في كل اختباراته واستضافاته وحاليا في بطولة خليجي 25 المقامة على أرضه والتي نتمنى أن يكون منتخب العراق أحد المرشحين الأبرز للفوز باللقب والكأس لأننا لا زلنا عند رأينا بأن شعب العراق من حقه أن يفرح ويبتسم وينتشي بنجاحه الذي كان في الافتتاح وسوف يكون بإذن الله في الختام بغض النظر عمن يكون الفائز باللقب والحاصل على الكأس لأننا في قطر قد مررنا مرات كثيرة والحمدلله بنشوة التنظيم المبهر والاستضافة العالمية والدولية والإقليمية والآسيوية والمحلية ونعلم بأننا إن فرطنا باستمرار المشاركة وتحقيق إنجازات في المستطيل الأخضر فإن شرف الاستضافة والتنظيم شرف لا يعلوه آخر، والعراقيون إن شاء الله سوف ينجحون بأي شكل كان ومن اليوم نقول لهم مبروك لشعب الرافدين هذا الإنجاز الذي يحسب لهم باقتدار وتقدير.