12 سبتمبر 2025

تسجيل

العام الجديد

08 يناير 2020

لا تنمية بدون التعليم الجيد ونأمل أن يواظب طلبتُنا وطالباتُنا على التحصيل الجيد أملنا أن يلتئمَ شملُ العرب، وتتوحد كلمتُهم ويقابلون العالمَ المُتحضِّر بوجهٍ جديد منظمةُ المؤتمر الإسلامي، لم تعمل شيئاً تجاه قضايا المسلمين في أنحاء العالم انقضى عام 2019 حاملاً معه العديد من الأحلام المُجهَضة، والتي أمَلناها مع بداية ذاك العام. وهاهو العام الجديد يدخلُ علينا، وحالُ الأمة العربية والإسلامية ليس بأفضل مما كانت عليه في بداية عام 2019 !؟ فكم أمّلنا أن يلتئمَ شملُ العرب، وتتوحد كلمتُهم، ويقابلون العالمَ المُتحضِّر بوجهٍ جديد، إلا أن آمالنا اصطدمت بصخرة الحقيقة، لأن بوادرَ الانشقاق والتمزيق تسيّدت المشهد! فحربُ اليمن لم تتوقف، بل زاد إوارُها، ولم تتمكن أطرافُ النزاع، ومَن وراءهم، أن يتوصلوا إلى صيغة ناجعة تُنقذ الشعبَ اليمني من أزماته. والحربُ في سوريا لم تتوقف أيضاً، بل زاد التدخُّلُ العسكري من عدةِ جهات، ومازال النظامُ مُتمترساً وراءَ آلتهِ العسكرية التي تقتلُ الزرعَ والضرعَ، وتهدم البيوتَ على رؤوس أصحابها، بينما ملايين السوريين يعيشون في الشتات والملاجئ، ولكأنَّ بقاءَ شخص واحد في البلد أهمُّ من كلِّ تلك الملايين. والحال في العراق ليس بأفضل مما هو حال البلدين ( اليمن وسوريا)، نزاعاتٌ طائفية، واتهاماتٌ بالفساد، والاستيلاءُ على أموال الشعب وخطف الأبرياء وقتل بعضهم دونما مبرر، ولقد انقضى على زوال حكم ( صدام حسين) حوالي أكثر من ثلاثة عشر عاماً، ولم تتحقق الوعودُ الأمريكية بخلْق عراقٍ ديمقراطي يحترمُ الفردَ ويؤسسُ لعدالةٍ اجتماعية، تقوم على التسامح الإثني ويكون الولاءُ فيه للعراق وليس لدولة أخرى. والحالُ في ليبيا أيضاً مرتبك! فمنذ سقوط نظام ( معمر القذافي) منذ أكتوبر 2011، توسعت دائرة الاحتراب، بقيام المتقاعد ( خليفة حفتر) بضرب المدن الليبية، رغم وجود شرعية في البلاد اعترفت بها الأممُ المتحدة، رغم أن هذا التصرّف يضرُّ بمصلحة الشعب الليبي، وهو مدعوم من جهاتٍ خارجية ليس من مصلحتها أمن الشعب الليبي وسلامته. والحال في لبنان أيضاً لا يبعثُ على التفاؤل! رغم " جمال" المظاهرات اللبنانية ورشاقتها، إلا أن اتهامات الفساد، وعدمَ الرضا عن ترشيحات رئيسٍ للوزراء بعد (سعد الحريري)، والحالة الاقتصادية المريضة، قد شلّت البلاد، وحطّمت آمالَ مَن أمّلوا في بداية العام بعودة لبنان إلى "مجونة" اللطيف، وسهراته الجميلة، وسياحته التي ( بتجنِّن العقل)!؟ والصومال أيضاً ازدادَ عللاً على عللهِ السابقة، حيث الانفجارات لا يُمكن التنبوء بها، والبلد يفقدُ مقومات الدولة. بقيت منطقةُ الخليج العربي، وهي الأخرى تعيش على "صفيح ساخن" منذ حوالي ثلاث سنوات، بسبب تصدّع مجلس التعاون، إثر فرض ثلاثِ دول أعضاء في المجلس حصاراً على دولة قطر، مع مصر، دونما أية مبررات، ولم تنجح قمةُ التعاون الأخيرة في الرياض، في لملمةِ أوراقِ الأزمة، والخروج بموقف يليقُ بسمعةِ مجلس التعاون، الذي اعتقدناه آخر " قلاع" الوحدة في العالم العربي. والأممُ المتحدة لم تفلح في التصدّي لنازلاتِ العالم، بحُكم دور مجلس الأمن، وتدخُّله في الصراعات، واستخدام بعضِ أعضائه حقَّ النقض (الفيتو)، ما يُعرقلُ عمل المجلس، ويجعل مداولاته ( خسارة فلوس) وتضييع وقت!؟ منظمةُ المؤتمر الإسلامي، لم تعمل شيئاً تجاه قضايا المسلمين في الهند، وشعب الإيغور في الصين، وشعب الروهينجا في ميانمار. وكلُّ القرارات لم تجاوز غرفة الاجتماعات، وذلك لعدم وجود حماسٍ أو رغبةٍ حقيقية في وقف المذابح والصراعات التي تقضي على الأقليات المُسلمة في أكثر من مكان. كيف لنا أن نحلم بعام جديد هو ( 2020) رغم أنه رقمٌ مُميز، حسب ثقافة أصحاب السيارات!؟ وعلى الصعيد المحلي، نلاحظ دولابَ العمل يسير بوتيرة عالية نحو استكمال البُنى التحتية لمنشآت المونديال، والتوسع الكبير في أعداد السكان، ما يسبب ضغطاً كبيراً على المرافق الخدمية، كالصحة مثلاً ! الأمر الذي يحرم المواطنين من هذه الخدمة، ويلجأ المواطنون إلى العيادات الخاصة، أو السفر إلى (بانكوك) بحثاً عن علاج. ونرى أهمية وضع حلٍ للمواعيد المؤجلة، والتي يصل بعضها إلى أكثر من ستة شهور!؟ بل ومحدودية غرف مستشفى الولادة، رغم جهوزيته، ووجود الخدمات المتطوّرة فيه، إلا أن تزايد حالات الولادة، من غير القطريات، يحرم القطرياتِ من الحصول على غرف خاصة، خصوصاً وأن بعض الأسر الوافدة تأتي بأولادها يسرحون ويمرحون في المستشفى، الأمر الذي يُزعج المرأة حديثة الولادة. ونرى هنا ضرورة إصدار قرار بعد م اصطحاب الأطفال إلى هذا المستشفى أو غيرها، لأن راحة المريض من عوامل شفائه.( لقد شاهدتُ هذا المنظر بأمّ عيني) في عام 2019 نشطت الدبلوماسيةُ القطرية بصورة مشرِّفة، وأوصلت وزارة ُ الخارجية الصوتَ القطري، ودلالاتِ المواقف القطرية إلى شعوب عديدة، وحصل بعضُ التحوّل في اتجاه إيجادِ مَخرج لأزمة حصار دولة قطر، مع بعض الدول، كما ألمحَ لذلك سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. ومع نهاياتِ العام، كان هنالك الاحتفالُ المُهيب باليوم الوطني، فظهرت مواكبُ لرجال القوات المسلحة ووزارة الداخلية، بكلِّ فروعها، في لوحة جميلة، أضاف إليها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى رونقاً مُبهراً، عندما سار نحو الجماهير التي اصطفت لتحيته، يُلاطفها ويُحيّها، دونما خوف أو تردّد، الأمر الذي عزّز من صمود الجبهة الداخلية، وظهر سموُه (أيقونةً) للحاكم الذي يُدرك ماذا يريد، وماذا شعبهُ يُريدز في العام الجديد نبتهلُ إلى المولى أن يحفظ لنا بلادَنا، خيراً على خير، ويحفظ سائر بلاد العرب والمسلمين، وكلَّ الشعوب المحّبة للسلام. وفي العام الجديد نتمنى أن نُعطي المزيدَ لوطننا الغالي، كُلٌّ في مجاله، وأن نعرف قيمة الوقت، وقيمة العمل وقيمة العلم. فبدون التعليم الجيد لن تكون هنالك تنمية، ونأمل أن يواظب طلبتُنا وطالباتُنا على التحصيل الجيد، والمثابرة من أجل الفوز بدرجات عالية، تؤهلهم للمساهمة في تقدم ونمو البلد. وفي العام الجديد نتمنى أن يكون الإعلام العربي، بكافة أشكاله، واقعياً، يحترم عقل المتلقي، ويرسل الكلمة والصورة الحقيقية كما تجرى الأحداث في العالم، وأن يختفي " الدجالون" السياسيون الذين يزرعون الأكاذيب، ويُرسلون الكلمات غير اللائقة على الشاشات، دونما احترام للمشاهدين، ولقد أصابنا " وابلٌ" من هذا التصرّف غير الحضاري على مدى السنوات الثلاث، ولكن سارت قافلتنا وسط نُباح الآخرين. وفي العام الجديد نتمنى أن تسودَ المحبَّةُ بين أفراد المجتمع الواحد، ويكون التسامحُ عنواناً للعام الجديد، وأن يتم احترامُ القوانين والتشريعات، ولعل قانونَ استخدام اللغة العربية، الذي صادقَ عليه سموُ الأمير العام الماضي، في مقدمة ذلك. كما نتمنى من الآباء مراعاة حياة أبنائهم، الذين نسمع عن سقوط البعض منهم، في "حاويات الموت" كما ذكرنا في المقال السابق. وفي العام الجديد نأمل أن نتسامح مع أنفسنا، وأن نكون إيجابيين، مهما قسَت علينا الأيام، فذلك ( قسمة ونصيب)، والإيجابية معْبَرٌ نحو طريق المواطنة الصالحة والخُلق القويم.