14 سبتمبر 2025

تسجيل

الحلحلة التي لم تعد تعنينا !

08 يناير 2019

بومبيو قادم إلينا ! ويقال والعهدة على الراوي إن هذا الرجل قادم لحلحلة الأزمة الخليجية المفتعلة ضد قطر وانها ستكون ضمن أولوية جدول أعماله الذي سيبدأ مناقشته في الرياض مع ولي العهد السعودي في عنوان كبير يحمل ( خطر إيران ) يأمل منه الأمريكيون أن يخيف دول الحصار ويدفعها للحوار مع قطر والتي أعلنت منذ الدقائق الأولى لتفجر الأزمة إليه ولازالت تعتبر الحوار اللغة الحضارية لحل أي مشاكل عالقة بين الجانبين، لكن وعلى ما يبدو أنه وبعد مرور أكثر من عشرين شهراً على هذه الأزمة لا تمتلك دول الحصار أبجدية هذه اللغة باحتراف وتمكن كما تروج لنفسها في المحافل الدولية !، كما أن بومبيو وكما يقول البيت الأبيض انه سيحمل ملفاً خاصاً بالرياض وحدها وهي قضية مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي والذي كان مقيماً في الولايات المتحدة في خطوة يرى بومبيو أنها يمكن أن تسرّع من إغلاق ملف خاشقجي المفتوح منذ الثاني من أكتوبر الماضي من عام 2018 إثر قتله بصورة بشعة في ردهة القنصلية السعودية في اسطنبول ومماطلة الجانب السعودي فى تقديم رواية مقنعة على مدار أكثر من ثلاثة شهور تباينت الروايات السعودية حتى وصل الحال بها لإعلان محاكمة 11 شخصاً وصفتهم بالمدانين من أصل 18 متهماً كانت قد أعلنت القبض عليهم في هذه التهمة لتواصل طريق الغموض في هذه القضية التي لاتزال تشغل المؤسسات الحقوقية العالمية وتراها الجريمة الأبشع على الإطلاق التي لازالت تبحث عن كشف واضح لجميع خفاياها المختبئة في صدور السعوديين وتحديداً في قصر اليمامة !. ولكن هل سيتمكن بومبيو من إتمام مهمته في حل هذه الأزمة وتحقيق حلمه في عقد القمة الخليجية الأمريكية التي كان مقرراً لها أن تعقد في إبريل الماضي ثم رُحّلت إلى شهر سبتمبر عام 2018 ليقال انها ستكون في الربع الأول من هذه السنة وتحديداً في شهر مارس المقبل ؟! بل هل تريد واشنطن حل هذه الأزمة التي تعرف فيها من هو المتسبب ومن يتحمل مراهقة أفعاله ومن عليه أن يتقدم بخطوة نحو الصلح ومن عليه أن يقبل بهذا الصلح من عدمه؟! وكثيرون من يقول ان الولايات المتحدة كانت قادرة فعلاً على لملمة هذه الأزمة حتى قبل أن تتفجر وتجد قطر نفسها محاصرة في فجر الخامس من يونيو من أيام شهر رمضان الكريم بعد بلبلة فارغة عن مصداقية تصريحات نُسبت كذباً لسمو أمير البلاد المفدى وأنكرتها الخارجية القطرية على الفور كما خرج بيان رسمي من وكالة الأنباء الرسمية تعلن عن تعرض موقعها الرسمي في تويتر لقرصنة مجهولة تكشفت وجوه فاعليها شيئاً فشيئاً وهذا أمر واضح لا يقبل الخلاف فيه. فواشنطن لربما تكون أحد الأطراف الخفية وراء هذه الأزمة التي أعقبت زيارة ترامب التاريخية والأولى له بعد توليه رئاسة أمريكا وتعمده في اليوم التالي لها إلى اتهام الدوحة بدعم الإرهاب وهي التصريحات التي سرعان ما تراجع ترامب عنها وأقدم البيت الأبيض على تبريرها بصورة منافية عن التي ظهرت عليها لتبدأ معها تناقضات الرئيس الأمريكي وإيفاده لريكس تيلرسون وزير خارجيته آنذاك تارة ووزير دفاعه المستقيل ماتيس تارة أخرى ليقف الموضوع عند عتبة واشنطن ويبقى القرار بحل الأزمة أو إبقاء الحال على ما هو عليه بيد ترامب الذي لم يبدُ أنه مستعجل على حلحلتها وبقيت الأمور على حالها، نهضت خلال هذه الفترة قطر وأنجزت وحاربت لثبات عملتها واقتصادها ما فاق توقعات جاراتها اللائي أردن بها شراً حتى وصل الحال بأمير دولة الكويت وأمريكا للإعراب عن ارتياحهما بعد استطاعتهما إيقاف هجوم عسكري كان مخططاً له ضد قطر من جاراتها الثلاث بالإضافة إلى مصر الحليف الرابع المخلص للثلاثي الخليجي الخائن الذي استهزأت أبواقه بهذه الفضيحة اللا أخلاقية والتي تنم عن عداوة لا يمكن أن يصدقها أحد على هذه المنظومة الخليجية الواحدة للأسف ! ورغم أن واشنطن والتي روجت لخطر إيران وتحاول أن تفتح باباً لحل الأزمة من هذا المنطلق في أن مواجهة طهران لا يمكن أن تكتمل ما لم يكن مجلس التعاون الخليجي متوحداً واحداً فإنها إن لم تر مصلحتها في هذا الصلح فلن تتقدم فيه خطوة واحدة، ولذا فالأزمة استفادت منها واشنطن كما يمكنها أن تستفيد في حالة الصلح، وعليه فالدوحة والتي تجاوزت آثار الحصار منذ الأيام الأولى لا تأمل شيئاً من هذه الزيارة إلا فيما يعنيها كحليف قوي للولايات المتحدة بينهما اتفاقيات ثنائية وتحالفات قوية لن تهزها المراهقة السياسية التي تسير عليها أنظمة دول الحصار وعليه يبقى حال قطر المتزن الثابت والمزدهر على ما هو عليه، وعلى المتضرر من المتهاوين منهم إلى الدرك الأسفل من الفشل الشكوى لترامب ! ◄ فاصلة أخيرة: نفنى وتبقى قطر ويبقى تميم.. العبارة التي لم يفهمها الجاهلون حتى الآن. [email protected]