18 سبتمبر 2025
تسجيلخير ما يطلع عليه الانسان بعد التفكر والتدبر في آيات الله سبحانه، كتاب يؤنس وحشته ويسلي وحدته، وينمي مداركه، ليعود الكتاب في مشهد مهيب، يقترن باسمه ويحتفي بحضوره، معرض الدوحة الدولي للكتاب يعود ليقود تظاهرة ثقافية فكرية كبرى، بتميز فريد اذ يمضي ربع قرن من الزمان ويقام للمرة الاولى في مركز المؤتمرات فيسجل نقلتي الزمان والمكان، وليس ثمة دين او حضارة اهتمت بالكتاب واعتنت به كما اهتم به الاسلام، فقد سمى الله القرآن العظيم بالكتاب، وامر نبيه عليه الصلاة والسلام بالبحث والاطلاع واعمال العقل، في اول آية انزلها (اقرأ) مؤذنا بأول اتصال بين السماء والارض، فالقراءة وعاء المعلومات ورافد الفكر وغذاء العقل.ومن خلال قراءة الكتب تنشأ صداقة حميمة وصحبة وثيقة، تذكرنا بقول ابي الطيب المتنبي وبيته المشهور: اعز مكان في الدنا سرج سابح / وخير جليس في الزمان كتاب. وعلى القارئ ان يعنى بالقراءة الجادة الهادفة في شتى صنوف المعرفة بدءا بالتصفح والتعرف على محتوى الكتاب وتحري الفائدة المرجوة من قراءة الكتاب وصولا إلى القراءة الناقدة، مستحضرين سؤالا وجيها لانفسنا ولمن نتحاور معه: قل لي ماذا تقرأ، اقل لك من انت!. وقد تفوق علماؤنا على نظرائهم بسمو ثقافتهم، واعتمادهم قراءة البحث وتنقية الثقافة الاصيلة مما يشوه معانيها السامية وعناصرها النفيسة، دون اغفال جانب الترفيه والتسلية المنضبطة المباحة. ومهما تغيرت انماط واشكال مصادر المعلومات يبقى الكتاب رمز الثقافة ورافدها الامين ومنهلها الخصيب، ومعرض الكتاب في دورته الحالية يكتسب اهمية خاصة زمانيا ومكانيا كما اسلفت غير ان توقيته يتعارض مع اختبارات المدارس، وقد يؤثر هذا الامر على نسبة رواده وخاصة من المواطنين وكنا نأمل اقامته في توقيت انسب، ورغم ذلك فلابد من التنبيه على بعض الارشادات، والمناشدات لاولياء الأمور واهمية مرافقتهم لابنائهم واختيار الكتب والمؤلفات التي تناسبهم وتفيدهم وكذلك زيارات المدارس وتحديد مواعيد زيارات للبنين والبنات كل على حدة وخاصة للمراحل الاعدادية والثانوية، وهناك جوانب تتصل بوقف تجاوزات بعض الفئات التي تتخذ من المعارض والفعاليات العامة منطلقا للتسكع وازعاج الناس وممارسة افعال خارجة عن الذوق والاداب العامة بل تخاف تعاليم الدين وثوابت المجتمع القطري المسلم، ولابد لي من كلمة تقدير للاخوة القائمين على مراقبة وضبط المنتجات الفكرية ويقظتهم من خلال جولات المتابعة والرصد ومنع كل ما يخالف منظومة القيم والاخلاق والاعراف المستمدة من احكام شريعتنا الغراء قبل ان يقع في ايدي الناشئة والشباب او يتسلل إلى رفوف ومنصات العرض خلسة، اضافة إلى توجيه مسار الندوات والمحاضرات المصاحبة وتفويت الفرصة على المتربصين والمغرضين لاستغلال هذه الاجواء في بث سمومهم الفكرية ونشر اباطيلهم او الاساءة إلى قيمنا واخلاقنا الاصيلة بأي وسيلة او اسلوب. دعوة تطهير كيف تتم اجازة نص مسرحي يتحدث عن حادثة اغتصاب ثم يجسد المشهد امام الجمهور في مهرجان مسرحي شبابي؟ واين كانت الجهات المعنية عن هذا التجاوز الخطير؟ ثم يرد مخرج المسرحية انه لم يظهر الممثلين متجردين من الملابس، ارايتم كيف يكون الاستهتار والمجاهرة بالمنكر، يريد منا ان ننتظر حتى يخلع الممثلون ملابسهم!!، اننا نحمل المسؤولين عن اجازة هذه المسرحية الآثمة والمنفذين للعرض تبعات تجاوزهم المرفوض شرعا وعرفا وقانونا ونطالب بعقوبة عاجلة رادعة لكل من اقدم على تلك الواقعة الشنيعة وتطهير الوسط المسرحي سواء الشبابي او الاهلي، من هذا العفن المنسوب زورا وبهتانا للفن المسرحي، الذي ضاق ذرعا وتلوث سمعة وفعلا من ممارسات منحرفة مسيئة ما زال بعض مروجيها يتشدقون وهم يصنفونها ضمن الاعمال الابداعية. (راجع دستور الدولة وقانون العقوبات ).