11 سبتمبر 2025

تسجيل

السينما .. وخروج اليهود من مصر

08 يناير 2015

أعتقد أنه لا يوجد شخص أكثر سعادة منى بوقف عرض الفيلم الأمريكى ( الخروج .. ملوك وآلهة ) فى عدد من الدول العربية والإسلامية وفى مقدمتها مصر والإمارات والمغرب .. ما حكاية هذا الفيلم ؟ ولماذا تم منع عرضه ؟ . بداية هذا الفيلم من إخراج المخرج الأمريكى ريدلى سكوت .. وبطولة الممثل الأبيض كريستيان بيل .. وقام بمعظم الأدوار الرئيسية فيه ممثلون بيض .. وهو يعتبر من أضخم الأفلام العالمية من حيث تكلفة الإنتاج – وفقا لما جاء فى وكالات الأنباء العالمية – مائة وأربعون مليون دولار .. وهو مبلغ جد كبير بالنسبة للأفلام العالمية .. وقد تم تصويره ما بين إنجلترا وأسبانيا .. بالإضافة إلى تصوير بعض المشاهد فى مصر . أما عن سبب منع عرض الفيلم فذلك لأنه فيلم صهيونى يروج للدعاية الصهيونية وبه الكثير من المغالطات التاريخية والدينية .. ومن هذه المغالطات أن الفيلم يظهر معجزة شق البحر بعصا نبى الله موسى – كما ورد فى القرآن الكريم – بأن ذلك الشق حدث طبيعى لظاهرة المد والجزر .. بالإضافة إلى أن ذلك تواكب مع حدوث زلزال ضخم ساعد فى حدوث عملية شق البحر التى وردت فى القرآن الكريم على أنها معجزة النبى موسى .. وأكثر من هذا أن الفيلم أظهر النبى موسى وهو يحمل سيفا .. لا عصا .. وهو ما ينسف معجزته من الأساس . وفوق كل ذلك أن فى الفيلم تجسيد لشخصية النبى موسى وشخصيات أخرى واردة فى الكتب المقدسة وهو ما يعتبر من الأخطاء التى تمس الديانات السماوية الثلاث . والأدهى من كل ذلك هو تصوير الذات الإلهية فى مشاهد عديدة على شكل طفل يخاطب نبى الله موسى والذى جسد شخصيته الممثل كريستيان بيل .. كما أسلفنا .. وتجسيد الذات الإلهية من وجهة نظر الكثيرين – وأنا منهم – لا تعتبر مخالفة أو مغالطة دينية فقط .. ولكنها جريمة فى حق الأديان السماوية .. وكفر بالله سبحانه وتعالى . هذا عن المغالطات الدينية .. أما المغالطات التاريخية فتتمثل فى تصوير خروج اليهود من مصر فى عهد نبى الله موسى بشكل يتناقض مع ما جاء فى القرآن الكريم .. بل وفى سفر الخروج فى العهد القديم . والفيلم بطبيعة الحال يعرض الأمر من وجهة نظر صهيونية فظاهر الأمر هو الخروج من مصر أما ما يهدف إليه فى الحقيقة فإنه يجعل النبى موسى ومن معه من اليهود – أنذاك – هم البناة الحقيقيون للأهرامات .. وهو ما يتناقض مع الوقائع التاريخية الثابتة وأبسطها أن النبى موسى دخل مصر بعد سبعمائة عام من بناء الأهرام .. أكرر .. بعد سبعمائة عام من بناء الأهرام .. يعنى بعد سبعة قرون . وتجدرالإشارة أن منع هذا الفيلم جاء بقرار من وزير الثقافة بعد تدارس الأمر بعناية مع مستشارى الوزارة من الرجال الأوفياء المخلصين لبلدهم ودينهم .. وأن هذا المنع أيضا جاء بالمصادفة بعد حكم محكمة القضاء الإدارى بوقف الإحتفال بمولد " أبو حصيرة " فى محافظة البحيرة .. وهو ما كان يمثل جزءا من الإلتفاف والمراوغة ليكون هذا المولد هو " مسمار جحا " لليهود والذى يؤكد وجودهم فى مصر فى فترات تاريخية معينة تتوافق مع فترة بناء الأهرامات كما أسلفنا .. كما أن الحكم المشار إليه يقضى بمنع نقل رفات المذكور إلى إسرائيل لتعارض ذلك مع مبدأ نبش القبور المحظور فى الإسلام . ولابد أن نذكر أن هذا الفيلم لاقى ضجة إعلامية كبيرة حال عرضه فى العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا والمكسيك وروسيا وكوريا الجنوبية . والخوف كل الخوف أن يكون منع الفيلم مدعاة للبحث عنه على مواقع الإنترنت كما حدث مع أفلام أخرى تم منعها ومنها على سبيل المثال فيلم " الرسالة " و " الوصايا العشر " .. وهنا حتما سيتأثر به من يجهلون الحقائق الدينية والتاريخية تأثيرا سلبيا .. وهنا يأتى دور المثقفين ورجال الدين فى تفنيد الأخطاء وإظهار الحقائق .. نأمل ذلك . وإلى لقاء قادم ومقال جديد بحول الله . بقلم : د . مصطفى عابدين شمس الدين e mail : [email protected] [email protected]