28 أكتوبر 2025

تسجيل

تزايد العداء الأوروبي ضد الإسلام

08 يناير 2015

بعد الهجمات الإرهابية اليمينية الوحشية في النرويج ضد المسلمين، بدا واضحاً في ألمانيا أيضاً أن الإرهابيين اليمينيين قادرون فعلاً على ارتكاب أسوأ الهجمات، وكانت هناك إشارات واضحة على هذا التطور المخيف، إلا أنه لم يتم تفسير هذه الإشارات والانتباه إلى الخطر الكامن، بل ويتم إنكار هذا الخطر حتى هذه اللحظة. منذ نحو 3 أشهر تشهد عدة مدن ألمانية مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للإسلام، وذلك بناء على دعوة جماعة "الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة أوروبا" والتي تعرف اختصارا باسم /بيغيدا/ التي تنظم مظاهرات أسبوعية في ألمانيا ضد ما تصفه /أسلمة أوروبا/، وتزايدت أعداد المتظاهرين المشاركين في التظاهرات العنصرية بمشاركة مئات الأشخاص وتجري يوم الإثنين من كل أسبوع. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل انتقدت سلسلة المظاهرات ضد المسلمين في مدينة دريسدن شرقي البلاد وغيرها من المدن والتي شارك في آخرها 10 آلاف شخص الإثنين الماضي. وقالت ميركل بوضوح شديد //إنه لا مكان في ألمانيا للكراهية الدينية أيا كانت الديانة التي يعتنقها هؤلاء الأشخاص// .. كما أن تزايد الظاهرة دعا مجلس الهجرة الألماني الأحزاب الممثلة في البرلمان "البوندستاغ" إلى التوصية بتشكيل مفوضية مستقلة برئاسة وزيرة الدولة للاندماج إيدين أوزغوز -تركية الأصل- لتتولى صياغة صورة جديدة لألمانيا فيها مكان للمهاجرين كمواطنين يتساوون في الحقوق. بكل تأكيد هناك عوامل سياسية واقتصادية وراء مظاهر العداء للمسلمين الذين ارتفع عددهم من مئات الآلاف في الخمسينيات من القرن الماضي إلى ما يقرب من 16 مليون مسلم في الاتحاد الأوروبي، فإن الظاهرة في صعود، ولا خلاف أن الخوف من الإسلام وشبح "أسلمة أوروبا" يشكلان مدخلاً لمزيد من التطرف ويجب قبل كل شيء أن تكون هناك شجاعة سياسية للتعامل مع ظاهرتي معاداة الإسلام والعنصرية ضد المسلمين في المجتمعات الأوربية .تنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في أوروبا، ظاهرة مقلقة جدا، ومسؤولية محاربتها والحد منها مسؤولية مشتركة بالأساس بين الجاليات المسلمة والحكومات الأوروبية، بعد أن تم استغلال ظاهرة الإرهاب العابر للأوطان بشكل فج وغير مسؤول لتشويه صورة الجاليات الإسلامية والتضييق عليها، وجرى اللعب على عواطف المواطنين الأوروبيين بالإلحاح المغرض على جملة من المزاعم وأنصاف الحقائق. الجرائم التي استهدفت مسلمين ومساجد في ألمانيا ازدادت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، والمسلمون الألمان يشعرون بالقلق الشديد حيال موطنهم في بلدهم ألمانيا الحرة . عندما تتضافر الجهود في هذا الخصوص وتتكامل يمكن عندئذ إزالة سوء الفهم لدى الغربيين عن الإسلام والمسلمين، والمرء عدو ما يجهل، ومن ثم يمكننا الانطلاق بآليات الحوار لتهيئة مناخ جديد من أجل دعم مقومات التعايش السلمي في المجتمعات الإنسانية. وسلامتكم