13 سبتمبر 2025
تسجيلشهد العام 2013 قفزات نوعية لقطر في قطاعات الطاقة والبتروكيماويات والخدمات المالية والصناعة والبنية التحتية، لعل أبرزها أعمال الإنشاءات التطويرية لموانئ الدولة البحرية والجوية، ومطار الدوحة الدولي الجديد، والسكك الحديدية، وشبكة الطرق، وتوسعة عدد من حقول إنتاج النفط، والتوسع في إنتاج البتروكيماويات والمكثفات وغيرها. أضف إلى ذلك قفزات المؤشرات المالية والصناعية التي حققتها طوال العام الماضي، ووصلت إلى مصاف مؤشرات عالمية، أثرت بشكل إيجابي على الحراك الاقتصادي في القطاعات التنموية. وأستعرض هنا بعض مؤشرات النمو التي تحققت على الأرض، وفق أحدث تقرير سنوي للأمانة العامة لمجلس الوزراء الموقر، يبين فيه أنّ القطاع الصناعي كانت له الريادة، فقد تمّ العمل على تطوير حقلي الشاهين والخليج، وزيادة إنتاج الغاز من حقل الشمال خلال العام 2013 ببلوغه "19" بليون قدم مكعب يومياً، ووصول معدل إنتاج المكثفات إلى "720" ألف برميل يومياً، ومشروع غاز برزان، ومشاريع قطاع البتروكيماويات، وإنشاء كلية رأس لفان للطوارئ والسلامة. ومن المشاريع كذلك، توسعة ميناء رأس لفان، وتوسعة مرافق الاستخدام لمياه البحر، وتطوير مركز معالجة النفايات الخطرة، والبنية التحتية والمرافق للمشاريع التحويلية للبتروكيماويات في رأس لفان الصناعية. وهناك عدد أيضاً من المشاريع المنجزة في 2012، منها افتتاح مشروع قابكوـ3 للبولي إيثلين منخفض الكثافة، إضافة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للشركة من هذه المادة إلى "200" ألف طن سنوياً، ومشروع تطوير منطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة، ومشروع بناء مصانع جاهزة تستوعب تلك الصناعات. ومن المشاريع المخطط لها مستقبلاً، مشروع الكرعانة للبتروكيماويات، ومشروع سجيل للبتروكيماويات الذي أعلن البدء فيه مؤخراً، ومشروع مجمع الجازولين والمواد العطرية، وإنشاء مصفاة المكثفات في رأس لفان، ومشروع وحدة معالجة الديزل بالهيدروجين، وإعداد دراسات جدوى بشأن استخدام الطاقة النووية في الصناعة ، ودراسة جدوى لاستخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء وإنتاج المياه حتى عام 2036. كما ربطت قطر إنماء الطاقة البديلة بالاستثمار ، وسعت إلى تأسيس شراكات دولية لدراسة إمكانية الاستفادة من مخزون الطاقة الطبيعية لديها ، فمثلاً أسست شركة قطرية للاستثمار في الكهرباء والمياه برأس مال قدره "مليار" دولار وهو نوع من الاستثمارات الآمنة التي تحقق مردوداً على المدى البعيد. وقد شهدت الدولة افتتاح العديد من المؤسسات والمصانع، أبرزها أكبر مصهر للألومنيوم في العالم ، ومصنع دولفين للطاقة، ومصنع أولفينس لإنتاج البتروكيماويات والإيثلين ومصنع المكثفات البترولية ، وجهاز قطر للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وهذا مؤشر تنموي يفتح الفرص أمام الكفاءات الوطنية. التوسعة الإنتاجية للطاقة لم تأت من فراغ ، فقد سبقتها مشاريع عملاقة في مجالات الاقتصاد والنفط والمشتقات والصناعات ، وكانت السنوات العشر الأخيرة بمثابة قفزة مهولة في الإنتاجية الفعلية. وإذا تحدثنا عن حجم استثمارات دول التعاون في قطاع الكهرباء ، ومن بينها قطر ، فقد بلغت "31،9" مليار دولار ، وسيتم تنفيذ "230" مشروعاً في الطاقة منها "44" مشروعاً في الكهرباء . كما رصدت 15 مليار ريال أيّ (4.1 مليار دولار) في ميزانيتها للإنفاق على مشاريع للكهرباء والمياه في السنوات الثلاثة المقبلة، إضافة إلى أنها تستثمر أكثر من "10" مليارات دولار في عمليات توليد الطاقة وتحلية المياه خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع أن تزداد إلى أكثر من "20" مليار دولار خلال العقد القادم. وتخطط لمشاريع البنية التحتية، وأبرزها مطار الدوحة الدولي ومشاريع تطوير مدينة مشيرب قلب الدوحة ومدينة لوسيل ، بتكلفة تتجاوز الـ"20" مليار ريال ، وتقدر استثمارات البنية التحتية حتى 2016 بـ"225" مليار دولار التي تحقق رؤية قطر 2030 . أما في قطاع الخدمات المالية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فقد سجل مؤشر الاتصالات ارتفاعاً بلغت تقديراته "6،70" مليار ريال ، مقارنة بـ"5،92" مليار ريال سجلت في 2012 ، وبمعدل نمو بلغ "13،1%"، وهي من جملة تقديرات متوقعة لدول مجلس التعاون الخليجي تقدر بـ"318" مليار دولار حجم الإنفاق المتوقع على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خلال السنوات الخمس القادمة. ويشير تقرير لمركز قطر للمال إلى أنّ الدولة حققت مراكز مالية متقدمة واحتلت مكانة بارزة في منطقة الشرق الأوسط ، وأبرزها اكتتاب مسيعيد للبتروكيماويات بمليارات الريالات ، وطرح أكبر موازنة إنفاق على التعليم والصحة والبنية التحتية للعام الحالي ، وأنه نتيجة لآفاق النمو القوية تقدمت قطر ستة مراكز لتصل إلى المرتبة "24" عالمياً مقارنة بالمرتبة "30" في تصنيفات العام 2012، إلى جانب الإعلان عن تصنيف الدولة في المرتبة "13"عالمياً ضمن تقرير التنافسية العالمية في العام 2014.تلك المؤشرات القوية بمثابة بداية نوعية لاقتصاد أكثر تناغماً مع السوق العالمية في العام الحالي.