14 سبتمبر 2025

تسجيل

لا مكـــــــــان لكــــــــــم اليـــــــــــوم بيننـــــــــــــا

07 ديسمبر 2022

لم يكن لدي ما هو أجمل من أن تعترف إسرائيل على لسان مراسلي قنواتها، الذين حضروا لتغطية أجواء وفعاليات مونديال كأس العالم 2022 في قطر وعمل لقاءات موسعة مع مختلف المشجعين الذين حضروا للبطولة، بأن التوافق الشعبي العربي الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق ولا في الأحلام فقد ذكر "أوهاد حيمو" مراسل القناة 12 الإسرائيلية بأن شرائح كبيرة من المشجعين العرب رفضوا رفضاً قاطعاً أن يُجروا أي مقابلة مع أي مراسل عرّف عن نفسه بأنه من قناة إسرائيلية معلقين بأن لا وجود لشيء اسمه إسرائيل وإن المعترف به هو دولة فلسطين فقط وأعقب تقريره بأن المستغرب حقاً ولم يكن متوقعاً أن يرفض مشجعون عرب من دول وقعت حكوماتهم اتفاقية تطبيع مع إسرائيل إجراء لقاءات مع القنوات الإسرائيلية المتواجدة في الدوحة بغرض التغطية الإعلامية للمونديال العالمي لكرة القدم وأضاف مراسل إسرائيلي آخر يدعى "راز شيشينك" أن تجربته الشخصية في قطر أنهت أي أمل بتحسين علاقتنا مع الشعوب العربية في إشارة واضحة ودلائل قوية إلى أن تل أبيب تنظر لهذه التجربة الحية التي عاشها مراسلوها في كأس العالم في قطر على أنها استبانة واقعية استطاعت أن تتحسس مدى قبول الشعب العربي على اختلاف هويته وجنسيته ودولته لتواجد الكيان الإسرائيلي في قلب الأمة العربية وأنه مجرد كيان محتل مغتصب اجتمع رعاعه من كل أنحاء أوروبا بعد أن عاثوا فيها فساداً وحضروا إلى منطقتنا العربية بعد وعد بلفور البريطاني لهم بإيجاد وطن لهم كان فلسطين التي حاول شعبها منذ أن وطأت أول قدم إسرائيلية أرضهم أن يحاربوا ويقاوموا ليصبح الاحتلال والاستيطان سياسة إسرائيلية إجرامية بينما ظل سلاح المقاومة سياسة فلسطينية مشروعة لدفع المحتل عن أراضيهم وعليه لم يكن من السهل على الشعوب العربية التي جمعتها الرياضة في قطر تحت مظلة كأس العالم أن تفرقها السياسة اليوم لأجل أن يتم تقبل أي مراسل إسرائيلي كان يعتقد بأنه سوف يكون مثل أي مراسل إعلامي ( حيادي ) يغطي المونديال ويتلقى ترحيباً من هنا وهناك ويعتقد أنه بهذا يمكن فتح صفحة نقية بينه كممثل لهذا الكيان وبين شعوب عربية تشبعت من تاريخ إسرائيل الدموي والمتمخض بدماء عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين الذين قضى منهم في مجازر لم يستطع التاريخ الحديث أن يطمسها بينما تلقى البقية منهم رصاصات غادرة وغارات جوية قاتلة وهجوماً غير مبرر على قرى ومدن وقطاعات سكانية لعوائل وشعب أعزل هُدمت منازله وصودرت أراضيه وتشتت وهلك أطفاله وشبابه ثم يأتي هؤلاء بميكروفونات وكاميرات وابتسامات صفراء في مهمة تغطية لكأس العالم ليطووا هذه الصفحات الحمراء حسب توقعاتهم وكفى الله الشعوب العربية تلك الطيبة المصطنعة !. لا يا هؤلاء فإن في رقابنا ديناً يجب أن نوفيه لإخوتنا في فلسطين والوفاء قد قدّمنا جزءاً منه يوم أن رفضنا إجراء مقابلات تلفزيونية معكم ويوم صرخنا أمام كاميراتكم أن لا وجود لشيء اسمه إسرائيل وأن الوطن العربي الوحيد الذي نعرفه هو فلسطين وأنكم محتلون له ويوم أجبرنا بعض المراسلين خاصتكم أن ينكروا هويتهم في المونديال ويدّعون أنهم من الإكوادور أو إيطاليا لمجرد أن ينجح أحد منكم في إجراء مقابلة تلفزيونية معنا ويوم أن رفضكم أشبالنا من قطر والعرب جميعاً بمجرد أن كشفتم عن هوية قناتكم وقبيل أن تأخذوا منهم حرفاً واحداً تتبجحون بعده، لقد فعلناها وجعلنا المشجعين العرب يتعاطون معنا بحديث مطول مشوق حتى أتى اليوم الذي تخنع هذه القنوات ويعترف المراسلون الإسرائيليون أنهم فشلوا في مهمتهم فرضيتم أن تستخدموا الخطة "ب" حينما وجدتم أن العزاء الوحيد لكم أن تهاجموا قطر ومونديال قطر وسياسة قطر والشعوب العربية التي زحفت إلى قطر، وقد علمتم أن جسور السلام من المستحيل أن تمتد بينكم وبين الشعوب العربية التي قالت لكم "لا مكان لكم في قطر بعد اليوم"، شكراً للشعوب التي ما زالت عروبتها أقوى من مصالحها !.