27 أكتوبر 2025

تسجيل

فــــــــرحـــــــــةٌ لا تُنســـــــــــى ولا تُمحـــــــــــــى

07 ديسمبر 2022

كان يوما لا يُنسى وكان يوما لا يُمحى من ذاكرة العرب وذاكرة أسبانيا التي لا يمكن أن تتجاهل أنها قد خرجت من الدور الـ 16 على يد منتخب عربي مسلم قاتل حتى آخر رمق وأوصلها إلى ضربات الترجيح ليلاعبها قليلا قبل أن يقول (بونو) صخرة الدفاع عن المرمى المغربي كلمته الأخيرة، ثم يطلق أشرف حكيمي رصاصة الرحمة التي قضت بأن يتأهل منتخب أسود الأطلس لدور الثمانية لأول مرة لمنتخب عربي مسلم في تاريخ بطولات كأس العالم ويخرج الأسبان بالدموع والحسرات على اللبن المسكوب، وكم كانت فرحة العرب من الخليج للمحيط بهذا الإنجاز الذي تحقق بأقدام لاعبي منتخب المغرب الذي يعد كأس العالم في قطر فأل خير عليهم بأن استطاعوا الوصول لهذه المرحلة التي سوف تنقلهم لمواجهة أكثر صعوبة وهي ملاقاة منتخب البرتغال الذي يضم اسطورة عالم كرة القدم (كريسيانو رونالدو) والذي استطاع منتخبه رغم وجوده على دكة الاحتياط أن يحقق نتيجة تاريخية في المباراة التي أعقبت مباراة المغرب وأسبانيا أمام منتخب سويسرا بلغت نصف دزينة من الأهداف الجميلة كان بديل رونالدو (راموس) الهاتريك بثلاثة أهداف ولذا فإن هذه المواجهة لا تبدو لي اليوم مستحيلة امام أسود الأطلس التي يجب أن تتخلص من آثار الفرحة العارمة والغامرة بالفوز المستحق على (الماتادور الأسباني) وأن تضع خططها القادمة بما يتوافق مع مقابلة البرتغال وهو أحد المنتخبات المرشحة للوصول للأدوار المتقدمة للمونديال، وأن يكرر تلك الفرحة والفخر الذي شعر به كل مغربي وعربي وذاك الإنجاز الذي سوف يكون بمثابة معجزة سوف تجعلنا بالفعل نحلم بأن يكون المونديال عربي التنظيم والهوية وربما اللقب بإذن الله. هل رأيتم تلك الفرحة على وجه سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد وأنجاله؟ وتلك الفرحة التي ارتسمت على محيا سمو الأمير الوالد وسمو الشيخة موزا حفظهما الله لحظة فوز منتخب المغرب وتصدي الحارس المغربي بونو لتسديدات اللاعبين الأسبان على مرماه، وتأكيد تأهل المغاربة للدور ربع النهائي من المونديال؟! والله إننا شعرنا كمواطنين ومقيمين وعرب من أقصى المحيط حتى أطراف الخليج أن هذا المونديال لم يُنظم عبثا في قطر وإنما كان مونديال العرب كما قال ذلك سمو الأمير الوالد أطال الله في عمره حينما فزنا بالاستضافة التاريخية وكرره سمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله يوم أن اقترب هذا المونديال من أن يتحقق على أرضنا العربية المسلمة وأن هذه البطولة بالفعل قد وحدت كل العرب التي اختلفت سياسات حكوماتها ومصالحها ليأتي المونديال ويتصالح العرب جميعهم فيما بينهم على مستوى الشعوب التي رأينا منها السعودي يتوشح بعلم المغرب والقطري بعلم تونس والجزائري يرفع العلمين معا والمصري يهتف لمنتخبات العرب (قطر والسعودية وتونس والمغرب) في الاستادات رغم عدم مشاركة منتخبه وكل عربي يأخذ على عاتقه مسؤولية تشجيع العرب في كل مكان من باب نحن العرب للعرب ثم تأتي بعدها من نهوى من باقي المنتخبات المشاركة في المونديال والحقيقة أن فوز المغرب قد عبث بإعداداتنا في تشجيع المنتخبات التي اعتدنا تشجيعها حتى وصولها لدور الأربعة وهي عادة الأرجنتين والبرازيل وهو ما أسميه (الحب التقليدي) الذي كبرنا على تشجيعه وفوزه بأكثر ألقاب بطولات كأس العالم وفرنسا وألمانيا وحتى أسبانيا التي أخرجها منتخب المغرب من حسبة المونديال لهذا العام فأصبح منا من يراهن على اجتياز أسود الأطلس دور الثمانية ووصوله لمرحلة دور الأربعة إذا ما واصل لعبه البطولي والرجولي في المستطيل الأخضر ولذا نأمل أن تظل عجلة المغرب مستمرة في الدوران وألا يعيقها شيء فنحن في النهاية سوف نفخر بأن مونديال العرب قد فاز به العرب في النهاية فلننتظر ويأتي الله بالخير.