12 سبتمبر 2025

تسجيل

خطر يفهمونا غلط

07 ديسمبر 2021

عنوان المرحلة الحالية في العلاقات العربية-العربية، والعربية الإقليمية، هي فتح صفحة جديدة. هذه الصفحة التي تُفتح وتُغلق وأحيانًا تُمزّق ومنذ ثم يُعاد ترميمها، لم تُطو يومًا، بل هي صفحة متجددة يلجأ إليها أغلب الساسة عند الحاجة، لا سيّما في أوقات المشاحنات والأزمات، من علاقات لبنان مع الدول الخليجية الشقيقة برعاية فرنسية ظهرت خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرياض؛ مرورًا بالعلاقات الخليجية-الإيرانية التي تشهد تطورًا ملموسًا مع زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي إلى طهران، وصولًا إلى العلاقات العربية-الإسرائيلية التي تتغلغل في الأروقة السياسية بعيدًا عن أعين البرلمانات والشعوب الملهية بقضاياها الداخلية. داخليًا جاءت استقالة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، كعربون ضمن "باقة حُسن النيّة" تجاه الأشقاء، والتي تُعتبر مؤشرًا على هشاشة السيادة -كما يراها البعض- وضحالة الرؤية الحكومية، فكل وزير يُصرّح بحسب انتماءاته القومية، والعرقية، والمذهبية، بعيدًا عن بيان الثقة التي نالته الحكومة مجتمعةً، والذي غالبًا ما يكون حبرًا على ورق تتناقله وسائل الإعلام. بعض وسائل الإعلام اللبنانية ما زالت متمسكة بفتح منابرها لسياسيين واقتصاديين اختلاساتهم كُتبت بطباشير أطفال السرطان على الشوارع والجدران، وبدلًا من استضافة علماء الاجتماع، والباحثين في مكنونات المجتمع اللبناني، لتعزيز وعي الشباب المتبقي في البلد بفكرة المواطنة، وماهية العقد الاجتماعي، والبحث في ما يجمعنا، تستمر البرامج الصباحية والمسائية بجهود مشتركة لتكريس أذرع الأخطبوط "المافيوزي" في العقول والقلوب. القلوب مع اللاعب المصري السابق، محمد أبوتريكة، والذي عبّر عن رفضه لآفة الشذوذ الجنسي، قائلًا "يجب أن يكون هناك تربية وتعليم للشباب الصاعد بشأن الشذوذ الجنسي"، ما قاله أبو تريكة في عالم كرة القدم، نحتاج إلى سماعه بصوت أعلى في قطاع التربية والتعليم، حيث غالبًا ما يتغاضى هذا القطاع في عالمنا العربي عن طرح هذه المسائل، ومناقشتها، على قاعدة "ممنوع الاقتراب" خطر يفهمونا غلط. استخدام مصطلح "التطبيع" في العديد من وسائل الإعلام عند الإشارة إلى عودة العلاقات العربية-العربية، خطأ، وإن كان يصف سياسياً عودة العلاقات بعد القطيعة بين دولتين، ويُشير اجتماعيًا إلى التعايش مع العادات الخارجة عن الأفكار الاجتماعية المشتركة. نحن جيل نشأنا على أن "التطبيع" هو جريمة، لأنه مصطلح أُلصق بعدوّنا مشترك.. "خلّوا الشقيق شقيق، والمُطبّع مُطبّع"، لأن بوصلة الجيل الحالي "ضايعة" والتفاهم بين الأجيال بات يحتاج لدراسات بحثية متخصصة. بحوث منظمة الصحة العالمية تُشير إلى أن أكثر من 264 مليون شخص حول العالم يُواجهون "نوبات القلق" وأن شخصًا واحدًا بين 13 شخصا معرض لها كونها أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا. 48 بالمائة من المستطلعين في إحدى الدراسات أكّدوا أنّ سبب هذه الاضطرابات مصدرها العلاقة مع الأسرة، فيما 30 بالمائة أكدّوا أن جهة العمل هي السبب، ناهيك عن بعض الأسباب العضوية المحفزة ومنها القولون العصبي الحائر دائماً بين البيت والمدير. يا حيرتنا بعد الافتراضية الحديثة لعلماء هارفارد، وهم يدرسون اليوم مصدر سلالة "أوميكرون"، معتقدون أنها ظهرت بعد انتقال الفيروس من إنسان إلى حيوان، ومن ثم تكيّف بسرعة ليعود مجددًا إلى الإنسان.. فهل يُعقل هذا!؟