12 سبتمبر 2025
تسجيللعبة شعبية قديمة ممتعة، تتطلب قوّة في التركيز، والتنبه، وقراءة التوازنات بين أحجام مختلفة من الأحجار وعددها سبعة، والقدرة في الحفاظ على التوازنات، وإصابة الحجر المناسب، وامتلاك الهدوء عند رمي كرة "السبعة جلود" نحو الحجر المطلوب وإصابة الهدف، مع ضمان سير الطابة في خط مستقيم. من يعرف هذه اللعبة سيُدرك سبب اختياري لـ"ترويسة" هذا المقال الأسبوعي، حيث سأطلّ عليكم كلّ يوم (إثنين أو ثلاثاء)، لنشارك معًا في رمي كرة "السبعة جلود" نحو سبعة أحجار، عبر رصد سبعة أخبار، ظواهر، ومشاهد على عدد أيام الأسبوع. لماذا الأحجار السبعة؟، لأن هناك من يرى في التعبير عن الرأي انتقادا وكأنه حجر نرشق به ما لا يُعجبنا؛ بينما يرى آخرون في هذا الحجر ركيزة للبناء، وتثبيت الدعائم، وربّما سدّ فجوة ما؛ ومنّا من يرى في الحجر نفسه ياقوتة كريمة، إذا وضعناه مع أحجار كريمة غيره، سنُشكّل بها فسيفساء حاضرنا ومستقبلنا. اليوم، اخترتُ سبعة أحجار، وها هي طابة السبعة جلود تقترب، فهل سنصيب الهدف؟ أصابوا الهدف باغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، بغض النظر عن الدوافع التي تقف وراء ذلك، وبعيدًا عمّن استنكر وندّد وتوعّد، وعن قراءة خيارات طهران في الرّد، ونظريات توازن القوى، وأهمية الفرد في تغيير مجرى العلاقات الدولية، ودور المعرفة كأحد أهم عوامل القوّة، إلا أن اغتيال العلماء يُظهر ضعف من ارتكب الجريمة أمام العقل البشري. فهل يمكنك أن تتخيّل قدرة هذا العقل الذي وهبه الله سبحانه وتعالى لآدم، والذي يُخيف بعِلمه جحافل وجيوش بكلّ ما لديها من قوّة. الاغتيال بشع، وتصفية العلماء جريمة بحقّ الإنسانية. من التصفية البشرية إلى التصفية الاقتصادية حيث الجمعة السوداء أو البيضاء، والإعلانات بعشرات الرسائل النصية، مع طنين عشرات "المؤثرين" الاجتماعيين الذين يتغزلون بهذا العطر وذاك المسحوق وهذا الطبق، لكنّهم أغفلوا خبر أكل العائلات للحشرات في مدغشقر بسبب الجوع. لا ينطق المؤثر فينا وعلينا إلا إذا جاءه البيان ومعه المبلغ المطلوب في الحُسبان، قريبًا سيتسابق هؤلاء على توعيتنا بأهمية "لقاحنا". إلى اللقاح المنتظر لكوفيد - 19 والحرب الضروس بين مؤيد ومعارض، ومعلوماتٍ تغزو العالم عن شركة سُمعتها ذهب وأخرى صيتها تنك، واستطلاعات هل توافق على اللقاح أم لا؟ يا عزيزي كلّنا "سنُلقّح" وتُغرز تلك الحقنة في سواعدنا، لأن وَقع تحويل الأموال إلى الشركات المنتجة أعلى من صوتك سواء بـ"النعم" أو بـ"لا". و"لا" لصورة صورة محمد رمضان مع المطرب الإسرائيلي عومير آدم، حيث أوقف الاتحاد العام للنقابات الفنية في "جمهورية مصر العربية" رمضان عن العمل مؤقتًا لحين التحقيق معه. ألم توقّع "الجمهورية العربية" السلام مع إسرائيل منذ 42 عامًا؟ أم أن التمثيل في الفنّ يختلف عن التمثيل في البرلمان؟. والبرلمان الغائب عن تمثيل مصالح الشعب اللبناني يستحق الدخول في سباق على جوائز "عجائب الدنيا" خصوصا في اليوم الدولي للمصارف يوم 4 ديسمبر، حيث تحتفل الأمم المتحدة بدور المصارف في تمويل التنمية المستدامة. وعليه، نقول للمصارف اللبنانية كلّ عام وأنتم عجيبة من عجائب الدنيا السبع. ها قد رحل عجيبة من عجائب كرة القدم، حيث توجّه لاعبو بوكا لتحية "دلما" ابنة الأسطورة دييغو مارادونا التي اعتادت حضور مباريات بوكا جونيورز رفقة والدها، مع صيحات التحيّة وأنين الحزن، ما يكرّس الحقيقة التي نحملها جميعًا في قلوبنا، وهي ارتباط كرة القدم بحلم كلّ فقير ومحروم في هذا العالم، لا يملك سوى شغفٍ وطابة، لكنّه شغل العالم بما فيه من شعوب وقيادات. وعن الشعوب التي انشغلت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ونتائجها والتنافس بين ترامب وبايدن، يبرز تعطّش المجتمعات العربية للمشاركة في العملية السياسية ولو كانت مشاركة افتراضية وهمية.. أشفقوا على حالنا كشعوب تُهلّل لهوية من يغزوها ويُقسّمها الأشقر الذهبي أم الأبيض البلاتيني.