للمعرفة حدود

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); حضر مرة دورة تدريبية، وفي البداية قام المدرب بالتعريف بنفسه ومؤهلاته، ثم طلب من كل متدرب التعريف بنفسه أيضاً. فقام كل شخص بذكر اسمه ووظيفته، إلا شخصا واحدا، ذكر اسمه وعرف بنفسه بأنه "طالب علم". استوقفني هذا الشخص، والطريقة الغريبة التي عرف نفسه بها، وظننت في البداية أنه لايزال يكمل تعليمه الأكاديمي. وفي نهاية الدورة اكتشفت أن هذا الشخص هو أساساً مالك ومدير المركز التدريبي، ولديه الكثير من الشهادات الأكاديمية والمهنية.وفي المقابل، كنت في أحد الاجتماعات، فقام كل شخص بالتعريف بنفسه باختصار، ولكن أحد الحاضرين استمر تعريفه بنفسه عدة دقائق، وذكر أنه خبير في مجاله، واستعرض معلوماته ومهاراته وإنجازاته، وذكر أنه يعكف على تأليف كتاب به مذكراته وخبراته كي تستفيد منه الأجيال الحالية والقادمة. ولكن بعد نقاش حول بعض المواضيع الخاصة بمجاله، اتضح للجميع ضحالة خبرته، ومعلوماته المغلوطة، وأن كل مؤهلاته هو حضور دورة، وقراءة كتابين في هذا المجال.هذا السلوك هو ما يسمى بتأثير دانينج كروجر Dunning Kruger Effect، وهو باختصار أن بعض الأشخاص عندما تكون لديه معلومات قليلة عن مجال ما، يظن أنه حاز على كل العلم في هذا المجال، وأن هذه الحصيلة البسيطة من المعلومات تخوله الحديث والتنظير في هذا المجال. بينما في المقابل تجد الأشخاص ذوي الخبرة الطويلة والعلم العميق في المجال يتكون لديهم شعور بأنه لا يزال أمامهم طريق طويل للإلمام بكافة التفاصيل، ويقللون من قدرتهم على التحدث والخوض في النقاش عن هذا المجال.من المهم معرفة حدودك المعرفية، فكلما تعمقت وتبحرت في المعرفة، زادت معرفتك بمقدار المعلومات التي تجهلها.. وهو أيضاً من التواضع العلمي، الذي يعتبر من صفات الصالحين والناجحين.