27 أكتوبر 2025

تسجيل

لكي لا يصبح ابنك معاقاً

07 ديسمبر 2015

مع تسارع وتيرة الحياة وشيوع الاتكالية بين أبنائنا في جميع مستلزماتهم سواء المنزلية أو الدراسية أو الحياتية بشكل عام، وقيامنا نيابة عنهم في تحقيق متطلباتهم. فكل هذه خطوات إلى صناعة ابنة أو ابن معاق، فالقاعدة تقول ((مساعدة الآخرين فيما يحسنون القيام به هي أول خطوة في صناعة الإعاقة)) ولا يمكن أن يتعلّم الأطفال تحمل المسؤولية من دون تأهيلهم تدريجياً على استقلالية القرار، هذه القاعدة تنطبق على الأطفال والمراهقين، والبالغين، فعندما تساعد شخصا في أمر يستطيع القيام به، فأنت تسلبه الممارسة والتجربة والقدرة فيصبح عاجزاً على القيام به، ويصبح معتمدا عليك اعتماداً كلياً، وهذا يحدث كثيراً داخل الأسرة ، فاستقلالية الأبناء بذاتهم واتخاذ قراراتهم تعد من الأمور التي يسعى الوالدان إلى التأكيد عليها، إلاّ أنّ بعض الآباء يحاولون جاهدين حل مشاكل أبنائهم بأنفسهم، واتخاذ القرارات عنهم، وإرشادهم في كل شيء؛ مما يخلق لديهم بعض المشاكل، ويشعرهم بعدم الاستقلالية، ويزعزع ثقتهم بأنفسهم.تطبيق هذه القاعدة تبدأ من المنزل. فالوالدين يتحملان كامل المسؤولية عن أبنائهما، فمن اسوأ العادات في الجيل الجديد الاعتماد على ذويهم فنجد الآباء يقومون عنهم في أداء قضاياهم الخاصة مثل الدراسة، وحل الواجبات، والقيام للصلاة وغيرها، وعندما يجد الطفل هذا الدلال _ وهو بالمناسبة في منتهى الذكاء في هذا الجانب_ فيتعمد الاستسلام للوالدين في تصريف شئونه المدرسية.لذلك ننبه دائما إلى عدم قيام الوالدين بتجريد الطفل من مسئوليته. لان الطفل هنا يمارس دوره بذكاء فيسلم المسؤولية للوالدين ولا يتحمل أي مسؤولية ولا يهتم، وهنا تموت لديه الدوافع الداخلية، وينتظر الأوامر بشكل مباشر من الوالدين، ولا يشعر بألم الاخفاق، لأن هذه القضايا ليست من مسؤولياته بل هي من مسؤوليات الوالدين كما يتصور.في رسالتي هذه التي تؤكدها الدراسات التربوية الحديثة نحذر من خلق جيل معاق نفسياً غير ناضج بسبب تلك الاتكالية التي أفسدنا بها أبناءنا، وللأسف فالناتج هو جيل غير قادر على التعامل مع المتغيرات والتحديات في هذه الحياة . للأسف نجد أن الآباء والأمهات الذين يشكون من اتكالية أبنائهم هم السبب في غرس هذا السلوك في نفوسهم من دون أن ينتبهوا من خلال تدليلهم الزائد في الصغر وتعويدهم على قضاء أبسط حاجاتهم مما يؤدي إلى إحساس الابن أو الابنة بضعف الثقة بالنفس وشعوره بالعجز عن القيام بأي مهمة يمكن أي يكلف بها . في ظل تغير الظروف في وقتنا الحالي، بات الكثير من الأمور تأخذ مجراها غير الصحيح، أبرزها اتكالية الأبناء على الآباء هذه الآفة الخطيرة على الإنسان سواء كان شاباً أو فتاة. لذلك أصبحت بعض الأسر تعاني من ظاهرة اتكالية الأبناء على الآباء أي اعتماد الابن منذ الطفولة على والديه في جميع شؤونه وينتج عن ذلك جيل متقاعس من الأبناء.نشاهد آمهات وآباء في المجمعات والأسواق التجارية يصطحبون أطفالهم معهم، كما نصطدم بعائلات تصطحب خادمات معها. مهمة الخادمة فقط حمل الطفل بدلال لأنه لا يريد أن يستخدم قدراته في المشي، فيلجأ إلى الصراخ لتحمله الخادمة، فيا عزيزتي الأم أنت عندما تجلبين لطفلك من يحمله على الأكتاف وهو يستطيع المشي فأنت تصنعين من طفلك معاقاً، وعندما تؤكلين طفلك الذي يستطيع الأكل أنت تصنعين منه معاقاً، وعندما تتحدثين نيابة عن طفلك الذي يستطيع التحدث فأنت تصنعين منه معاقاً. وسلامتكم