11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); القيادة فن وأخلاق.. القيادة احترام وتقدير.. القيادة عطاء ونماء.. القيادة تحمل المسؤولية وإيثار.. القيادة قدوة وخبرة.. القيادة هي إعداد القادة لتولي القيادة.. وأقصد بالقيادة هنا قيادة البشر. خلال فترة عملي تحت قيادة سعادة السيد أحمد بن عبدالله غراب المري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقاً، جزاه الله خيراً وأطال في عمره بالعمل الصالح، تعلمنا منه الكثير، تعلمنا أن نعمل وتتحدث عنا أعمالنا .. تعلمنا أن نكون قدوة لمن يعملون معنا .. تعلمنا أن نعمل ونبذل الجهد وننوي جعل هذا العمل خالصاً لوجه الله تعالى، تعلمنا أن نتحمل أخطاء من يعمل معنا لأن من يعمل كثيراً قد يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ.فكان مبدأ بن غراب جزاه الله خيراً "انصر أخاك ظالماً أو مظلوما" الحديث. فعندما كنا نخطئ في عمل ما أو يكون هناك تقصير وتتم مناقشة هذا الأمر في مجلس الوزراء الموقر، كان يضع يده على صدره ويتحمل الخطأ ولا ينسبه للآخرين، ويقول أنا المخطئ ولو كان هناك حساب فأنا المسؤول فحاسبوني أنا، وبالمقابل كان ينسب الإنجاز لصاحب الإنجاز، ودائماً يشجع ويحفز ويكافئ على الأداء والإنجاز والتفوق والتميز، فكنا نعمل بجد وقوة وجهد إضافي لنرد لصاحب الفضل ما نقدر عليه فكان عهد الإنجازات والعصر الذهبي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية آنذاك.كم اشتقنا لقيادة بن غراب الذي كان لا يميز بين أفراد فريقه والمجتمع الذي يتولى قيادته، وكان نعم القدوة الحسنة وكان محنكاً وخبيراً، ومن سماته حفظه الله متابعة أفضل العاملين وحسن اختيارهم لتولي المناصب القيادية، ولم نرهُ يوماً يفرض خطته أو رأيه على العاملين معه، ولم يتصرف بمفرده ولم يفرض على الجميع الخضوع له، بل لم يقلل من قيمة العاملين معه، وكم كان يتقبل النصح والنقد ويأخذ به، ولم يحصل أن كبت العاملين معه من حرية العمل أو المبادرة أو حتى التحدث عن الأخطاء، فكان عندما تجده في ممرات الوزارة أو الندوات أو المؤتمرات، كان يصعب أن تميز بين القائد والعاملين معه لتواضعه الشديد.ومن مميزات هذا القائد أيضاً اتخاذه السريع للقرار .. نعم كان متخذا للقرار .. كان عندما يتلقى كتاباً أو طلباً من إدارات الوزارة أو من خارجها، كان الرد خلال أقل من 24 ساعة بالموافقة من عدمها، وإن كان لا يعرف كلمة لا أو عدم الموافقة إلا فيما يخالف العقيدة والشرع.فكم نحن بحاجة إلى أمثال هذا القائد الذي يهتم بالبشر أولاً؛ لأنهم أساس أي تطور ورقي ونمو ثم أولاً بعد البشر الإنتاج لأنه دليل على الأداء، نعم نحتاج لقادة يتولون الوزارات والإدارات والمؤسسات، يقدرون البشر ويقدرون الإنجاز، وينزلون الناس منازلهم، حتى نرقى للعُلى.والله الموفق،،،