31 أكتوبر 2025

تسجيل

القمة الخليجية واللغة والسياسة الجديدة

07 ديسمبر 2013

مفهوم الوحدة الخليجية يكاد يكون القضية الخليجية المشتركة الاولى، التي يتبناها السياسيون والاقتصاديون والمفكرون والتربويون والإعلاميون الخليجيون بشتى مشاربهم وتوجهاتهم. ففي المحافل الاقتصادية والإعلامية والسياسية والفكرية، نرى الاصرار والعزيمة والسعي التي يطلقها هؤلاء، بضرورة الاسراع في كافة خطوات الوحدة والاتحاد الخليجي، والتأكيد على أن الوحدة الخليجية هي ارقى وأنجح شكل للوحدة العربية. وسوف تناقش قمة الكويت التي ستعقد بعد أيام عدة ملفات، لعل أهمها، بعد تدشين موضوع الاتحاد الخليجي طبعا، هو ملف العلاقة مع إيران وتدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الخليج، خصوصا بعد التقارب الايراني الأمريكي وانعكاسه على بقاء المنظومة الخليجية ككيان فاعل على المستوى الإقليمي، وما قد يتسبب به هذا التقارب من اعطاء ايران الكلمة الفصل ليس فقط بمنطقة الخليج، بل على مستوى الشرق الاوسط، وبالتالي ضياع سنوات طويلة من العمل السياسي الخليجي مع الولايات المتحدة في سبيل هيمنة دول الخليج على شؤون الشرق الأوسط، وإنهاء الحلم الخليجي في ان تكون دول الخليج السيف العربي الذي سيحقق للعرب مبتغاهم ومصالحهم. كما ان القمة ستناقش الازمة السورية وتدخلات حزب الله والميليشيات العراقية الداعمة للنظام السوري، في عمليات القتل والتدمير والقصف، التي تصيب الطفل والشيخ والمرأة والمدينة والقرية السورية، مما يعني تهديدا مباشرا لدول الخليج، خصوصا ان العراق بحكومته الحالية هو موال بالكامل لايران، وهو يمثل خنجرا مسموما في خاصرة دول الخليج، ومنطلقا لمخطط امريكي ايراني محتمل لابتزاز دول الخليج. ومن المتوقع ان تكون اللهجة قوية هذه المرة ضد بشار وعصابته، وربما ضد كل من يقف مع بشار. عموما، بعد الاتفاق وزواج المصلحة بين طهران وواشنطن، فان على القمة ان تبدأ من الآن بالتغريد خارج السرب الامريكي والاوروبي، والعمل على وضع خريطة طريق واضحة اساسها "الخليج أولا واخيرا". فمن شأن هذه الخريطة انهاء عصر المجاملات السياسية أو لنقل بصحيح العبارة، التبعية السياسية والارتماء بأحضان الدول الكبرى، وتحقيق المصالح الخليجية اينما كانت ومع أي قوة وجهة. فهي الطريقة واللغة التي يعرفها الغرب جيدا ويخاف منها. ان على قمة الكويت ان تبعث برسالة واضحة لأمريكا وللاتحاد الأوروبي مفادها، أننا أسياد الخليج وسنبقى اسياد الخليج، وأن الخليج هو هويتنا وثقافتنا وأساس وجودنا، وبأن كل من سيحاول من الآن المساس بأمن ووحدة شعب الخليج، سوف يدفع الثمن غاليا..وغاليا جدا. فلا خوف علينا طالما كان هناك اتفاق ووئام بين الشعب والقيادة. فطريق أمريكا كان دائما عن طريق استغلال سوء العلاقة بين الشعب والقيادة في أي بقعة من بقاع العالم.. وبالنسبة لنا، فمتى ما استمرت هذه العلاقة وازدادت قوة بين القيادة والشعب، حصنا انفسنا وفرضنا سياستنا وأجندتنا على الغير.. فهل من مدكر؟