10 سبتمبر 2025

تسجيل

ديمونا الصهاينة

07 نوفمبر 2023

ردد الغرب طوال سنوات فكرة أن امتلاك أسلحة الدمار الشامل يجب أن تبقى حصرا عند الدول التي تحسن استخدامه (رغم أن أي استخدام لها غير حسن)، وأن أي مشروع نووي يجب أن يكون عند دول تثق في أنها لن تستخدمه تهورا أو هجوما أو تعصبا، وهي كانت تقصد دائما الدول الإسلامية والعربية. لهذا كانت تحارب المشروع النووي الباكستاني ودعمت مشروع الهند بكل الطرق، ولذلك دمرت المشروع العراقي الذي كان سلميا وحولته لبعبع كاذب دمرت به العراق، وكذلك تفعل وتريد أن تصل لنفس النتيجة مع إيران. يصف المسؤولون في الولايات المتحدة مثلا المشروع الإيراني بأنه خطر يهدد المنطقة ويمكن أن تستخدمه إيران بتهور، ويمكنها أيضا أن تزود جماعات «إرهابية حسب التصنيف الأمريكي»، لكن هؤلاء المسؤولين يغلقون أعينهم وأفواههم اليوم عن التصريحات الصهيونية التي تثبت أن دولة إرهابية تمتلك مشروعاً نووياً في المنطقة وتهدد باستخدامه. ورغم أن الكيان الصهيوني لا يعترف بامتلاكه أسلحة نووية إلا أن تقديرات أمريكية تؤكد أنه يمتلك ما يقارب الـ 200 قنبلة نووية في مفاعل ديمونا. ولأن أحداث غزة كشفت العنف والدناءة الصهيونية للعالم (لأنهم مشكورين لنا سابقا) فقد خرج وزير التراث الصهيوني عميحاي إلياهو بتصريح قال فيه إن ضرب غزة بالقنبلة النووية حل ممكن. هذا التصريح يدل بما لا يدع مجالات للشك أن الكيان الصهيوني يكذب بشأن عدم امتلاكه أسلحة نووية، بل إنه فضح كيانه دون أن يدري، ويؤكد أيضا أن المشروع النووي في الكيان الصهيوني في يد مجموعة من المتعصبين المجرمين المهووسين بالقتل، ويجب أن لا يستمر.خلال شهر سبتمبر الماضي دعت دولة قطر إلى تكثيف الجهود الدولية من أجل إخضاع المنشآت النووية الصهيونية لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانضمام الصهاينة إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية كدولة غير نووية.إن وجود هذا المفاعل اليوم يشكل خطراً على كل المنطقة، ولقد كان من المضحك أن يطالب بعض العرب بإبعاد أهل غزة لصحراء النقب (التي يقع فيها المفاعل) لحين الانتهاء من العدوان على غزة، فهو بمثل هذا التصريح يؤيد العدوان، ويطالب بتهجير المدنيين لصحراء يعلم أنها ملوثة بالإشعاعات النووية وستسبب ضرراً على المدنيين لأجيال متعاقبة أكثر من ضرر العدوان الصهيوني الغاشم. على العرب بالتعاون مع إيران وتركيا أن يضغطوا بكل ما فيهم من قوة لاستثمار هذا التصريح للوصول إلى سيطرة دولية على المشروع النووي الصهيوني ينتهي بتدميره، أو لتذهب العقوبات الدولية للجحيم ويتم البدء بمشروع عربي نووي حقيقي يضاهي المشروع الصهيوني، فلقد كشف الغرب عن قناعه المزيف في ازدواجية معاييره بشكل فاضح لم يتحمله حتى مواطنيه الذين ظلوا مغيبين بسبب الإعلام الموجه طوال عقود، ومن المؤسف أن نقبل استمرار هذه المعايير المزدوجة علينا في كافة القضايا خاصة تلك التي تتعلق بالأمن القومي. هذا التصريح يجب ألا يمر مرور الكرام، فالذي يهدد غزة اليوم سيهدد غيرها مستقبلا، والذي يفعلونه في غزة اليوم سيفعلونه في كل أرض عربية يستطيعون استحلالها والعبث بها. لم يحصل الصهاينة على حقوقهم (التي يدعونها) بادعاء المسكنة فقط بل بصوت عالٍ كان يرتفع في كل محفل دولي للمطالبة بما يرونه حقا لهم، بينما كان العرب يستمعون وهم صامتون ويخجلون من المطالبة بأبسط حقوقهم. الكيان ساقط لا محالة، وهذا بيان قرآني، لكن السعي لإسقاطه يجب أن يكون عمليا بما تقوم به دولنا لتحقيق ذلك. والا.. سنؤكل يوم أكلت غزة.