21 سبتمبر 2025

تسجيل

قرائي الأعزاء معكم يطيب اللقاء

07 نوفمبر 2023

تحية اعتزاز وتقدير، إلى أولئك الأوفياء الذين يقرأون ما أكتب بعناية واهتمام ويحسنون ظنهم بي، كلما وقعت أعينهم على مقالي، ولطالما غمروني بثنائهم وتشجيعهم المحفز والذي أتخذ منه بعد توفيق الله عز وجل عونا وزادا معنويا أستمد منه طاقتي وإصراري على إكمال مسيرتي الكتابية الصحفية، رغم المعوقات والمنغصات وموازنات مسؤولي التحرير وتفسيرات نوابهم. بعد انقطاع استمر لبضع سنوات لم تكن أعواما (بالفارق الدقيق بينهما) تتابعت الأحداث الداعية للكتابة حولها في أقطارنا العربية الخليجية بالذات وفي الشأن المحلي كذلك، لم تنفك التساؤلات من المحبين تارة ومن المشككين تارة تلاحقني عن سبب انقطاعي، ومع تقديري واحترامي للفئتين فإني والحمد لله لم أتعرض يوما لصدي عن الكتابة أو تضييق مسالكها، وكنت أحيانا أعاني من جمود الفكر أو تزاحم الأفكار حول موضوعات عدة ويبدو أن هذا قدرنا نحن الكتاب المشحونين بهموم أمتنا ومسؤولية جهاد الكلمة والقلم. وقد تعتريني رغبة في العزوف عن الكتابة لأسباب عديدة، منها أن بعض ما يصيب أمتنا من آلام ومآسٍ يستعصي على أمثالي أن يصف حجمه وتأثيره وقد تبلغ الأحزان والأشجان مبلغا يضيق بوصفه التعبير وربما كان تناوله في نصوص وجدانية أو أدبية أخرى أيسر وأوقع في نفس المتلقي. ومع ظهور وتفعيل وسائل أخرى حاولت أن أعزي نفسي وقرائي بها مثل (تويتر وفيسبوك) وحتى المراسلات الشعبية الأشهر (واتساب) مع اعتذاري للعربية الفصحى عن هذه المسميات الأعجمية، فإني جربت ولا أزال إرسال مقالاتي خلالها علها تنوب عني في غيابي عن قرائي الذين لا يزال كثير منهم يتابعون ما أكتب للصحافة القطرية الأثيرة منذ ما يربو على ثلاثة عقود ونيَف. ومن توفاه الله منهم فأسال الله أن يجمعني بهم في جنته. وكنت أعيد نشر بعض مقالاتي السابقة عبر الوسائط الاتصالية الحديثة خاصة وأن قضايا أمتنا الكبرى لا تزال تنتظر الفرج من الله أولا ومن الصادقين المخلصين لأمتهم وعقيدتهم، وهذا يسهل علينا أن نكتب مجددا عن هذه القضايا برؤى أخرى مستفيدين مما كتبناه سابقا، لكنه في الوقت نفسه يزيد من حجم المسؤولية والمعاناة على عواتقنا، مما يبيت ويستيقظ معنا من هموم وآلام أمتنا المكلومة. ومن محاسن الأقدار أن تتزامن عودتي للكتابة لـ الشرق العزيزة مع عودة أخي الفاضل الأستاذ جابر الحرمي لتولي مسؤولية قيادة الشرق مجددا لما عهدناه في شخصه المحترم من تعاون وتشجيع إيجابي محمود، وبما يبعث لدى أمثالي بشائر الأمل والتفاؤل بأداء رسالتنا الإعلامية الصحفية بأمانة وهمة عالية وعزيمة صادقة؛ لننال رضا الله أولا ثم رضا وثقة قرائنا الأعزاء، ولم يكن لي بد من أداء واجبي نحو أهلنا المحاصرين المرابطين في غزة الصامدة الأبية وما يتعرضون له هذه الأيام من اعتداء وإجرام وذلك ما ضمنته مقالي الفائت مستأنفا به عودتي للكتابة وتواصلي مع قرائي الكرام ومتابعي الواعين. وإلى كل من سأل عني أو اتصل بي أو راسلني ناصحا أو موجها لي نحو الكتابة عن أمر ما، فلهم مني جميعا خالص الشكر والتقدير، وهم كانوا ولا يزالون لي ذخرا وسندا ومحفزا نحو استكمال أداء رسالتي وتبليغ أمانتي عبر المقالات الصحفية والمنابر الإعلامية الأخرى، وأسال الله أن يوفقنا للخير والصلاح وأن ينصر إخواننا المجاهدين وأن يرفع الظلم والحصار عن إخواننا المستضعفين، وأن يرينا في الطغاة الظالمين يوما قريبا يشفي به صدورنا وصدور قوم مؤمنين.