ليت الليالي كلها سود !

البنات من نعم الله علينا في الحياة الدنيا، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا، للبنت الصالحة في حياة والدها المكانة الكبيرة، فغالباً ما تكون الأقرب له بحكم تواجدها المستمر في المنزل، وبحكم طبيعتها واختلافها عن الولد، وكلهم خير وبركة وكل لما قدر له. تعودت على وجود ابنتيّ قريبتين مني إلى أن قدر رب العالمين الستر والتوفيق لهما والانتقال لبيت الزوجية ربي وفقهما وارزقهما بالذرية الصالحة. وقد أتت في الفترة الأخيرة وخصوصاً بعد غياب آخر العنقود عن البيت، موضحة ومؤكدة لتلك المشاعر ولا زلت أذكر لحظات فراقهما، وكأنني افقد قطعاً من روحي. اعتادت آخر العنقود ومن قبلها ابنتي البكر على مراعاتي في كل صغيرة وكبيرة إلى أن أتى اليوم الذي افتقدهما فيه وأشعر بفضلهما وبكرم رب العالمين أن رزقني إياهما وإخوانهم، ربي يحفظهم جميعاً. أقول هذا الكلام وأنا اقرأ قصة من رزقه الله بتسعة أولاد وفي المرة العاشرة رزقه البنت وعندما بشر بها قال: " يا ليلتي السوداء " !!! وتمر السنون ويكبر الرجل ويصاب بالعمى انفض من حوله جميع أبنائه، وشغلتهم الدنيا بظروفها إلا ابنته أبت أن تفارقه ووهبت حياتها لخدمته ومراعاته في كبره وعماه !!!. وذات ليلة وهي تترقب بهدوء إن كان في حاجة لأي شيء أحس بوجود أحد في غرفته فقال من؟ فخاطبته ممازحة وقالت له أنا ليلتك السوداء ! استذكر الموقف فبكى وأنشد ليت الليالي كلها سود دام الهنا بسود الليالي لو الزمان بعمري يعود لا أحبها أول وتالي ما غيرها يبرني ويعود ينشد عن سواتي وحالي وإلا أبد ما عني منشود لولاها وأعزي لحالي تسعة رجالٍ كِنهُم فهود محد تعنى لي وجا لي كن الغلا والبِر مفقود كل غدا بدنياه سالي ما غير ريح المسك والعود بنتي بكل يومٍ قبالي ما شفت منها نقص ومنقود تسوى قدر عشرة رجال يا رب يا مالك يا معبود تقسم لها الرزق الحلالِِ صرت بسبايب ليلي محسود أثرى الهنا بسود الليالي الشاهد في القصة إن كانت حقيقية أم من نسج خيال شاعر مبدع، أن كل أمر يقدره الله لك سيكون خيراً قد لا تعلم ذلك في بدايته، "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون " آخر الكلام قد يكون الهناء بسود الليالي ! [email protected]