14 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف حولت قطر التحديات إلى إنجازات؟

07 نوفمبر 2018

تجربة قطر مثال تستلهم منه الشعوب إرادة البناء والتنمية الإنسان هدف التنمية ومحورها وهذا ما طبقته قطر ارتفاع مستوى معيشة المواطن يستمد قوته من تطور القيم والأخلاق الأزمة الخليجية كشفت إخفاق مجلس التعاون في تحقيق طموحات شعوبه مواقف قطر تجاه اليمن وسوريا وليبيا ظلت محل تقدير المجتمع الدولي التخطيط للمستقبل قائم على الدراسات وهدفه استمرار الطفرة الاقتصادية يمثل خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في افتتاح دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى، برنامج عمل طموحا لقطر المستقبل، فقد استعرض الخطاب واقع الأداء العام للدولة في كافة قطاعاتها في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة التي تحولت بعزيمة أهل قطر حكومة وشعبا وقيادة إلى إنجاز شهد به الأعداء قبل الأصدقاء، ومنجزات قطر سوف يسطرها التاريخ لما لها من دلالات تبين عزيمة الشعب القطري وطموحه وإسهامه في التنمية والتطور، وقد لخص صاحب السمو ما أنجزته الدولة خلال المرحلة التاريخية الماضية بقوله: إن منجزات دولة قطر منذ ٢٠١٧ محل فخر واعتزاز وهي في جوهرها فاتحة لتحولات نوعية تاريخية في حياة المجتمع القطري، ولتحليل مكامن القوة التي اعتمدت عليها الدولة في مواجهة التحديات، تأتي الإجابة ناصعة البياض محددة الملامح وواضحة في قول سموه: «في جوف كل أزمة فرصة». الرسالة الأولى:مواطن القوة والسيادة وجهها حضرة صاحب السمو إلى كافة أبناء شعبه الوفي مشيدا بتلاحمه ومثابرته وإخلاصه لوطنه وهو يجني ثمار هذه المواقف العظيمة، إذ بفضل هذه الإنجازات أصبحت هذه المرحلة في جوهرها فاتحة لتحولات نوعية تاريخية في حياة المجتمع القطري، وبفضلها تعززت علاقاتنا الدولية وازداد اقتصادنا تنوعا واكتفاء واكتشف شعبنا مواطن قوة كامنة وزاد وعيه بأهمية سيادة دولته». وبهذه المقولة يؤكد صاحب السمو أن نمو الدولة وتطورها مرهونان بمزيد من العطاء والوفاء والعمل المستدام في طريق التنمية وخدمة الوطن. الرسالة الثانية:الحفاظ على الطفرة الاقتصادية ووجه صاحب السمو الثناء إلى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المنتجة التي ساهمت في الحفاظ على الطفرة الاقتصادية التي تتمتع بها الدولة وأكد سموه «أن حصانة اقتصاد قطر تعززت من الهزات الخارجية وازداد اعتمادنا على ذاتنا، كما ارتفعت صادرات قطر بنسبة 18% خلال العام الماضي وحافظ الريال القطري على قيمته، مما مكن الدولة إلى حد بعيد من تجاوز آثار الحصار المفروض عليها، وأن عدد المصانع في الدولة ازداد على ما كان عليه قبل الحصار بنحو 14% مما يشير إلى أن قطر ستحافظ على مركزها كأكبر مصدر للغاز في العالم على مدى سنوات قادمة، وأن صادراتنا من النفط لم تتأثر بسبب الحصار». وتعتبر هذه التجربة مثالا يدرس وتستلهم منه العبر في الحكم الرشيد حيث أكد سموه «أن الإنسان يبقى موضوع خطط التنمية ومحورها الأزمة الخليجية كشفت إخفاق مجلس التعاون في تحقيق طموحات شعوبه وهدفها، وأن ارتفاع مستوى معيشة المواطن يجب أن يواكبه تطور قيمي وثقافي واهتمام بالأخلاق». الرسالة الثالثة:تجاوز آثار الحصار وحدد سموه الأسباب التي ساهمت في الإنجازات التي حققتها الدولة بقوله «إن مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية عدلت نظرتها المستقبلية عن الاقتصاد القطري من «سلبية» بعد الحصار مباشرة إلى «مستقرة» حالياً، وحققنا تقدما كبيرا وسريعا في بناء الوطن ومستوى المعيشة وكذلك في التنمية البشرية من صحة وتعليم، وما زال أمامنا الكثير من التحديات». وهذا ما يؤكد أن كل أزمة يمكن تحويلها إلى فرصة وبفضل من الله فقد قدمت قطر التطبيق العملي لهذه المقولة حيث يقول سموه: «يعلمنا التاريخ أن الأزمات تمر ولكن إدارتها بشكل سيئ قد تخلق رواسب تدوم زمنا طويلا، ومن المؤسف أن استمرار الأزمة الخليجية كشف إخفاق مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه وتلبية طموحات شعوبنا الخليجية». الرسالة الرابعة:فلسطين في مقدمة الأولويات فلسطين هي قلب العروبة النابض والقضية الفلسطينية ستظل هي قضية الأمة المركزية الأولى، حيث أكد سموه «أن القضية الفلسطينية تبقى في مقدمة أولوياتنا، وفي ظل استمرار التعنت الإسرائيلي وغياب الإرادة للتوصل إلى سلام شامل وعادل، وفرض سياسة الأمر الواقع فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى وضع إسرائيل أمام مسؤولياتها لوقف جميع الممارسات غـير المشروعة بحق الشعب الفلسطيني». وغني عن القول إن دولة قطر لها مواقف مشرقة وتتمتع بالمصداقية في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني خلال الحصار المضروب على المدنيين، والذي أدى إلى نتائج كارثية كانت سببا في استفحال الأزمة وصعوبة التوصل إلى تسوية وحل مرضٍ للأزمة الفلسطينية، وقد جاءت الجهود القطرية في وقت انشغل فيه المجتمع الدولي بالعديد من الأزمات التي اندلعت في المنطقة وخارجها. الرسالة الخامسة:مأساة اليمن وسوريا يمثل الموقف القطري تجاه اليمن وسوريا مصدر فخر لكل قطري وللإنسانية جمعاء، والذي يتمثل في السعي إلى حقن الدماء وتجنيب الشعب اليمني ويلات الحروب والاقتتال والدمار، وقد كان موقف قطر الثابت في الحرص على استقرار اليمن ووحدة وسلامة أراضيه، ودعا جميع الأطراف لوقف الاقتتال واللجوء للحوار، حيث شدد سموه على أنه لا يوجد حل عسكري للوضع في اليمن، وينطبق ذات الرأي على الشأن السوري، ويتضح ذلك من خلال ما أكده سمو الأمير المفدى بقوله: «إننا من بداية الأزمة نحرص على أن تبقى سوريا وطناً موحداً وندعم الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح الحل السياسي، وندعم كافة الجهود لإنجاح الحل السياسي». الرسالة السادسة:قطر المستقبل لقد جاء خطاب حضرة صاحب السمو أمام مجلس الشورى مستشرفا آفاق المستقبل، حيث قال سموه: «نحن نسير بخطى ثابتة لتحقيق الأمن المائي والغذائي وتأمين طاقة كهربائية كافية لدفع عجلة التنمية والوفاء بمتطلباتها، فتم تدشين المرحلة الأولى من مشروع مخزون المياه الاستراتيجي وجارٍ العمل على تدشين باقي المراحل مع نهاية هذا العام بزيادة قدرها 155% عن مخزون المياه العذبة الحالي، كما باشرت محطة أم الحول في المنطقة الاقتصادية العمل وسيتم افتتاحها رسميا، في وقت لاحق، وسيرفع هذا المشروع العملاق الطاقة الإنتاجية لقطر من الكهرباء بنحو 30% ومن المياه المحلاة بنحو 40%». وتدل هذه المؤشرات على سلامة خطط الدولة الاقتصادية والإنتاجية والاتفاقية وأن الانفتاح على هذه المشروعات يتم بدراسة وليس مجرد اندفاع نحو المشروعات بلا هدف ولا خطط ولا بصيرة، وللتدليل على ذلك فقد بين سموه أن الدولة اتبعت سياسة مالية محافظة، لتخفيض الإنفاق، أملاها التراجع الحاد في أسعار النفط والغاز الذي بدأ نهاية عام 2014، وقد انخفض الإنفاق الحكومي للاستهلاك خلال هذا العام بنحو 20% عن العام السابق بينما ازداد الإنفاق الأسري بنحو 4%، ويتوقع أن تؤدي هذه السياسة إلى فائض في الموازنة العامة لهذا العام وأن يرتفع هذا الفائض في السنوات المقبلة. وبفضل من الله، يستهل مجلس الشورى مهامه التشريعية في ظل سياسة حكيمة وراشدة وواضحة الأهداف وتملك من المقومات والموارد ما يحقق لها النجاح المنشود والاستمرار على نهج الإنجاز المستمر في كافة مرافق الدولة، ليركز المجلس على هدف الدولة الأصيل وهو جعل الإنسان هو المحور الأساسي للتنمية والبناء. [email protected]